القدس المحتلة، القاهرة ــ الأخبار
كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أمس عن اجتياز عدد كبير من المقاتلين والمتطوعين العرب والمسلمين الحدود المصرية الفلسطينية للقتال في صفوف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقدرت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، عدد هؤلاء المتطوعين بنحو ثلاثة آلاف، مشيرة إلى أن غالبيتهم من المصريين، وعرضوا أنفسهم على فصائل المقاومة الفلسطينية للقتال في صفوفها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أن معظم المتطوعين أبدوا رغبة في الانضمام إلى كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، غير أن الحركة رفضت طلبهم، ما دفع كثيرين منهم إلى مغادرة القطاع، بينما التحق آخرون في صفوف جماعات إسلامية متشددة.
وأكدت المصادر أن عشرات من المتطوعين التحقوا بتنظيم «جيش الإسلام»، الذي يتزعمه ممتاز دغمش، والذي يعتقد على نطاق واسع أنه على صلة بتنظيم «القاعدة».
ويتركز وجود تنظيم «جيش الإسلام» في حي الصبرة في مدينة غزة، ويضم في صفوفه بضع مئات من الشباب المؤمنين بالنهج السلفي المتشدد.
لم تنفِ مصادر مسؤولة في حركة «حماس» لـ«الأخبار» اجتياز مقاتلين عرب ومسلمين للحدود، غير أنها نفت بشدة أن يكون أيٌّ من المقاتلين قد التحق بصفوف جناحها العسكري. وقالت: «لم نلتق بهؤلاء المتطوعين، ولسنا بحاجة إلى مقاتلين من الخارج، فلدينا كثير من الرجال».
لكن مصادر آخرى رجحت أن تكون حركة «حماس» على علم بكل من دخل القطاع بغرض مقاومة الاحتلال، لكنها تنفي ذلك خشية ردة الفعل في حال تمكُّن خلايا من «القاعدة» من التسلل إلى القطاع، لتكوين نواة فاعلة للتنظيم.
وفي السياق، فتحت السلطات المصرية تحقيقات أمنية مكثفة مع مئات العائدين المصريين من قطاع غزة للاشتباه في محاولتهم الانضمام إلى المقاومة الفلسطينية. وقالت مصادر أمنية إنه يجري التحقيق حالياً مع 600 من العائدين.
وتمحورت التحقيقات حول أسباب وجود هؤلاء داخل قطاع غزة ومعرفة وقت دخولهم إلى القطاع وعلاقتهم بالجماعات المحظورة والعناصر المتشددة في مصر. ولاحظت السلطات الأمنية المصرية أن معظم العائدين من القطاع ليسوا تجاراً أو من أهالي سيناء الذين تربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع سكان رفح الفلسطينية.
ويقدر عدد المصريين الذين دخلوا قطاع غزة بعد اقتحام الحدود بنحو 20 ألف مصري، معظمهم دخل للتجارة والتنزه وزيارة أقارب لهم على الجانب الفلسطيني.