strong>حزب «الشعب» يرفض تقرير الفريق البريطاني ويشكّك بقدراته
خلص فريق التحقيق البريطاني في قضية اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بنازير بوتو إلى أنها لم تقتل بالرصاص بل بالتفجير، وهو ما رفضه حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعّمه.
ويدعم محتوى تقرير «سكوتلانديارد»، الذي صدر أمس بعد أكثر من أسبوعين من التحقيق، التوجّه الباكستاني في القضية. ووجد المحققون البريطانيون أن مهاجماً واحداً تمكّن من إطلاق النار على بوتو، ثم ما لبث أن فجّر نفسه.
وأفاد التقرير أنه رغم نقص تفاصيل البحث في مشهد الجريمة أو تشريح جثة بوتو، إلا أنّ «الدليل الموجود كافٍ من أجل استخلاص النتائج». واستند المحققون إلى صور الأشعة لبوتو وتسجيل مصوّر للهجوم، وبناءً عليه، استنتج بأن المهاجم كان واحداً، ليدحض بذلك التصوّرات المسبقة التي ادّعت بوجود مهاجمين اثنين، أحدهما أطلق النار والآخر فجّر نفسه.
وقالت الطبيبة في الفريق البريطاني، ناثانيال كاري، إن «السبب المقبول الوحيد» للجرح الموجود على رأس بوتو هو أثر الانفجار بعدما خرجت من سيارتها لكي تلوّح لجماهيرها. وأضافت أن «بنازير بوتو ماتت جرّاء جرح حاد في رأسها نتيجة الانفجار وبسبب محاولة الهروب من فتحة السيارة».
نتيجة توافقت مع ما سبق وأعلنته الحكومة الباكستانية. وقال رئيس التحقيق الباكستاني الضابط شودري عبد الماجد «نوافق على التحقيقات البريطانية»، مضيفاً «لقد أُطلقت الرصاصة، لكنّها لم تُصب بوتو». كما أوضح «أنهم (المحققين الباكستانيين) أوشكوا أيضاً على الانتهاء من تحقيقهم الخاص». وأوقفت السلطات الباكستانية اثنين من المشتبه فيهما أول من أمس، وصفتهما بأنهما «مهمّان» أمّنا الحماية للانتحاري، وعُرّفا بـ«حسنين غول ورفقات»، اللذين حضرا أمس إلى المحكمة وقرّرت توقيفهما 12 يوماً على ذمّة التحقيق.
وقبِل الرئيس الباكستاني برويز مشرف المساعدة البريطانية في التحقيق، لكنه رفض تشكيل أي لجنة دولية على غرار تلك التي شكّلت على خلفية مقتل الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهو ما يطالب به حزب «الشعب» الباكستاني.
ويدّعي حزب «الشعب» أن بوتو قُتلت جرّاء رصاصة أُطلقت عليها قبل التفجير، ويتهم الحكومة بتغطية المجرم الحقيقي، لأن بوتو سبق أن اتهمت الحلفاء السياسيين للرئيس الباكستاني بالتخطيط لاغتيالها.
لذلك، رفض حزب «الشعب» أمس خلاصة التقرير البريطاني. وقالت المتحدثة باسمه، شيري رحمان، «نحن نرفض هذه النتيجة». وأضافت «لقد قُتلت جرّاء طلقة نارية في الرأس، وهذا ما ندّعيه».
وقبل أن يصدر الفريق تقريره، تساءلت شيري عن قدرة «سكوتلانديارد» على إجراء تحقيق كامل حول الاغتيال، لأنّ «اختصاصاته محدودة» وكان يعمل تحت إشراف الشرطة الباكستانية. وأضافت أن «تحقيقاته كانت محصورة فقط بمعرفة سبب الوفاة».
وساهمت خلاصة التقرير البريطاني في تأزيم الوضع الباكستاني الداخلي أكثر. وفضّت الشرطة أمس اشتباكات وقعت بين أنصار بوتو وأعضاء في «حزب الرابطة الإسلامية ـ جناح قائد أعظم» الموالي لمشرّف خلال مهرجان انتخابي للحزب الحاكم في دادو، وأسفرت عن وقوع قتيل على الأقل وثلاثة جرحى.
وعلى صعيد تطور الأوضاع في منطقة جنوب وزيرستان حيث أعلنت حركة «نفاذ الشريعة الإسلامية» بزعامة بيعة الله محسود، وقف إطلاق النار، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أطهر عباس إن حالة السكون خيّمت على المنطقة طول الـ72 ساعة الماضية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)