رام الله ــ أحمد شاكر
منذ الحسم العسكري أو «الانقلاب» في قطاع غزة، تعيش حركة «حماس» حالاً من الخلاف غير الظاهر بين شقّيها في غزة (المعقل الأساسي)، والضفة الغربية (مصنع العمليات الاستشهادية)، إذ ترى قيادة الضفة أن ما حدث عبء جديد يضاف إلى الأعباء المتزايدة على الحركة وتضييع أبدي لفرصة الحوار وتقاسم السلطة مع «فتح»


أشار مسؤولون «حمساويون» في الضفة الغربية، لـ«الأخبار» أمس إلى أن الحسم العسكري في غزة منتصف حزيران الماضي «أدى إلى نشوب حال جديدة لم تعهدها الحركة من قبل وهي اختلافات شديدة في الآراء، وما زاد عملياً هذه الحالة عمليات المطاردة والاعتقال والتعذيب التي تعرّض لها عناصر حماس وقادتها في الضفة على يد أجهزة الأمن الفلسطينية بذنب اقترفه إخوانهم في غزة».
وأوضح هؤلاء، طالبين عدم الكشف عن أسمائهم، أن «الخلافات في الآراء وصلت إلى حد القطيعة لما يزيد عن الشهر بين الطرفين، وهو ما استدعى تدخلاً من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لتقريب وجهات النظر وعودة الاتصالات بين الضفة وغزة، وهذا لم يصمد طويلاً لتشدد غزة ورفضها الحوار، الذي ينعكس سلباً على وضع حماس في الضفة».
وأشار المسؤولون أنفسهم إلى أن «التشدد الذي يبديه بعض قادة حماس في غزة ودمشق بشأن الحوار مع الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح يضعهم في مأزق كبير، فهم من ناحية يرغبون في هذا الحوار لتحسين ظروفهم في الضفة، ومن ناحية ثانية يرون أن المستفيد الأكبر من الحسم والانقسام والاقتتال هم أعداء الشعب الفلسطيني ورافضو مقاومته المشروعة».
إلا أن مسؤولاً محلياً في «حماس» في الضفة، ربط الوضع القائم بخوف الحركة الإسلامية من ضياع إنجازات حققتها خلال سنوات عملها بالضفة، وخصوصاً من الناحية الاجتماعية والتعليمية والدعوية، والتي تنتج لها أجيالاً جديدة.
وأقرّ المسؤول بوجود خلافات في الرأي والتفكير بين قادة الحركة، ورأى أن «هذا شيء طبيعي ومقبول»، لكنه شدّد على أن «القرار الأوحد هو الذي يتخذه المكتب السياسي لحماس في دمشق، وهو الملزم لغزة والضفة معاً والذي يجري بالتشاور».
بدوره، رأى المحلل السياسي، هاني حبيب، أن الانقسامات داخل حركة «حماس» التي يجري الحديث عنها، ليست جوهرية على الإطلاق. لكنه أضاف أن «حماس» كانت «على الدوام أفضل من غيرها من الفصائل في إخفاء خلافاتها أو انقساماتها الداخلية». وأشار إلى أنه «في الآونة الأخيرة، أصبح واضحاً وجود معسكرات وصراعات داخلية في حماس».
بدوره، قال الإعلامي والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، رومل السويطي، إن ما «حدث في نابلس أخيراً والخروج بمؤتمر صحافي من بعض عناصر الحركة وهم بكل تأكيد ليسوا من الصف الأول في حماس ومن بينهم موسى الخراز، يوضح أن هناك خلافات داخل الحركة».
وأضاف السويطي «لكن لا نعلم إلى أي حد وصل مستوى تلك الخلافات، مع الإشارة إلى أن هذا المؤتمر قد يكون ناتجاً من الضغط الذي تتعرض له حماس في الضفة الغربية من جانب السلطة الوطنية، وهو الموقف ذاته تقريباً الذي تتعرض له حركة فتح في قطاع غزة».
وبيّن السويطي أنه عندما يكون هناك حديث عن خلافات «فلا يعني بالضرورة أن يكون هناك انشقاق وتمرد، وربما هي اختلافات في وجهات النظر، وخصوصاً أنه بات واضحاً أن الضفة الغربية تخلو حالياً من قيادت حركة حماس من الصف الأول، فمنهم من اغتيل ومن من تم اعتقاله أو مطاردته».
وأشار السويطي إلى أن ما سبق يجعل القرار المركزي للحركة في قطاع غزة ودمشق، مستبعداً أن «يحصل في حماس انشقاقات كما حصل في فصائل فلسطينية أخرى».
أما المتحدّث باسم الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، صلاح البردويل، فرأى أن «الحديث عن مخطط لتشكيل حماس ثانية في الضفة عبارة عن وهم يدور في عقل من تحدّث عنه فقط؛ فحركة حماس منظمة جداً، ومن العبث الحديث عن مثل هذه الأوهام».