طالب رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع، الإدارة الأميركية «بدور أقل انحيازاً لإسرائيل وأكثر عدالة»، وذلك لدى استقباله مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد ولش، الذي أبلغه أن كوندوليزا رايس ستزور المنطقة الأسبوع المقبل «لدفع عملية السلام». غير أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رأت أن «لا أمل» بدولة فلسطينية في ظلّ الهجمات من غزّة. في هذا الوقت، كشف مبعوث لجنة السلام الرباعية للشرق الأوسط، طوني بلير، عن أن تصور العديد من القادة العرب للحل النهائي في المنطقة قريب من ذلك الذي تريده إسرائيل، مشيراً إلى أن العرب يستعجلون تحقيق تسوية نهائية للصراع في الشرق الأوسط.
وقال بلير، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إن «هناك قادة عرباً، لا أريد أن أذكر أسماءهم، تحدثوا إليّ عن نوع التسوية، نوع المعاهدة (للسلام) التي سيقبلون بها. وأستطيع القول إنها (التسوية) قريبة جداً مما تريده إسرائيل حتى في بعض هواجسها الحساسة».
ورغم أن بلير فضّل عدم ذكر أسماء هؤلاء الزعماء العرب، فإنه أشار أثناء حديثه إلى «قادة في الخليج ودول عربية أخرى، وخصوصاً الجيل الجديد من القادة الذين يريدون أن يكونوا في قلب أكثر مراحل العولمة تقدماً». وأوضح أن هؤلاء القادة العرب الجدد «يريدون أن تتمتع بلادهم باقتصاديات القرن 21 ويدركون أن سياساتهم وثقافتهم يجب أن تواكب اقتصاداتهم».
وقال رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، في مؤتمر صحافي في مكتبه في أبو ديس، إن «المفاوضات الجارية الآن غير جدية بل هي اتصالات لمحاولة استكشاف الأفق. لكننا لم نصل إلى بدء مفاوضات جدية». وأضاف أن «المفاوضات بزخمها لم تبدأ بعد ولا اشتباك تفاوضياً ولم تؤلّف لجان للمفاوضات»، موضحاً أن «السبب الرئيسي يعود إلى الأوضاع في غزة والحصار والقصف والاستيطان». ودعا الإدارة الأميركية إلى تبنّي موقف «أقل انحيازاً لإسرائيل وأكثر عدالة للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني».
وأعلن قريع «أن وزيرة الخارجية الأميركية ستزور المنطقة قريباً في محاولة لدفع المفاوضات»، موضحاً «أن المفاوضات ليست سهلة والقضايا التي يجري التفاوض عليها ليست سهلة. إنها مفاوضات صعبة لأصعب قضايا في المنطقة، وخصوصاً قضايا القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات». لكنه رأى أنه «إذا توافرت النوايا الصادقة والاستعداد لاتخاذ قرارات تاريخية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتوفر الدعم الدولي والجدية من اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والإرادة الحقيقية فإنه سيتم تحقيق تقدم في المفاوضات ويمكن خلال هذا العام التوصل إلى اتفاق».
إلا أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قالت للصحافيين، أمس، إنه «لا أمل» في قيام دولة فلسطينية تضمّ قطاع غزة ما دامت هناك هجمات صاروخية من القطاع. وأضافت «لا أمل للشعب الفلسطيني في ظل حماس. لا أمل في أي نوع من السلام أو تصور دولة فلسطينية تشمل قطاع غزة من دون تغيير حقيقي على الأرض».
من جهتها، رأت «حماس» في زيارة ولش إلى المنطقة «نذير شؤم» على الشعب الفلسطيني. ورأى المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، أن الزيارات تهدف إلى «الاطمئنان إلى أداء السلطة الفلسطينية وحكومة (سلام) فياض بملاحقة المقاومة حسب الشق الأمني لخريطة الطريق». وأضاف أنها «تأتي أيضاً في إطار تقويض كل مشاريع التعاطف مع الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن غزة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)