واشنطن ــ محمد سعيد
حقّق المرشح الديموقراطي باراك أوباما فوزاً كاسحاً، أول من أمس، على منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في ثلاث ولايات، فيما أظهر مايك هاكابي على الجانب الجمهوري قدرته على مواصلة السباق في وجه جون ماكاين، بعد هزيمة الأخير في ولايتين تعدّان معقلاً للمحافظين


حسم سيناتور إيلينوي، باراك أوباما، النتيجة لمصلحته في ولايات: لويزيانا، نبراسكا، واشنطن والجزر العذراء، موجهاً ضربة جديدة للسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، حيث أصبحت النتيجة بينهما متقاربة جداً.
ورأى أوباما، خلال حفل عشاء في ولاية فرجينيا، أن «الناخبين من الساحل الغربي، إلى خليج المكسيك، إلى قلب أميركا وقفوا ليقولوا نعم نستطيع أن نغير». وأضاف «فزنا في لويزيانا. فزنا في نبراسكا.. فزنا في ولاية واشنطن. فزنا شمالاً وجنوباً وفي الوسط. الناس تريد طي الصفحة وكتابة فصل جديد في تاريخ أميركا».
وبعدما أشاد أوباما بوطنية السيناتور جون ماكاين، هاجمه بشدة بسبب سياساته وأفكاره، ورأى أنها «سيناريو مكرر» لسياسات الرئيس جورج بوش «الفاشلة». وشدد على أن «الرهانات كبيرة والتحديات عظيمة، ولا يمكننا أمامها ممارسة اللعبة القديمة نفسها في واشنطن ضد اللاعبين القدامى أنفسهم وتوقع نتيجة مختلفة».
وكانت كلينتون قد ألقت خطاباً أمام الحشد نفسه. وقالت، بينما قاطعها أنصار أوباما، «إننا جربنا الأمور على طريقة جورج بوش، والآن اختار الجمهوريون واحداً من الفصيل نفسه»، في إشارة إلى ماكاين. وأضافت «إذا كنت مرشحتكم، فلن يكون عليكم القلق من أن يطاح بي إلى خارج الحلبة لأن لديّ القوة والخبرة لقيادة هذا البلد، وأنا على استعداد لمواجهة السيناتور ماكاين عندما يشاء وأينما يشاء».
وحصل المرشح الأسود على ضعف عدد أصوات كلينتون في كل من نبراسكا وواشنطن، كما تفوّق عليها بنسبة كبيرة في ولاية لويزيانا، حيث حصد أكثر من نصف الأصوات، فيما فاقت نسبة أصواته في الجزر العذراء 90 في المئة من المقترعين. ويبلغ عدد مندوبي الولايات الثلاث، إضافة إلى الجزر العذراء 160 مندوباً.
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين أثناء خروجهم من اللجان الانتخابية أن السود في ولاية لويزيانا مثلوا أكثر من نصف من أقبلوا على التصويت في الولاية. وحصل أوباما على أصوات أربعة من بين كل خمسة ناخبين من السود، فيما تمتعت كلينتون بـ70 في المئة من أصوات المقترعين البيض.
وتمكن أوباما، عبر فوزه الأخير، من التقدم على السيدة الأولى السابقة في عدد المندوبين المنتخبين، حيث جمع حتى الآن 931 مندوباً في مقابل 882 مندوباً لمنافسته، فيما يتوقع أن تحصل كلينتون على دعم 213 من المندوبين الكبار في مقابل 139 لأوباما، علماً بأن نتائج ولاية نيومكسيكو التي جرت انتخاباتها التمهيدية يوم الثلاثاء الكبير الماضي لم تعلن رسمياً بعد.
وفازت هيلارى حتى الآن في 9 ولايات، بينها ولايات كبرى مثل: كاليفورنيا، نيويورك، ماساشوسيتس ونيوجيرسي، بينما فاز أوباما في 18 ولاية. وعقدت ولاية ماين (24 مندوباً) أمس انتخاباتها التمهيدية للديموقراطيين، ولم تعلن النتيجة الرسمية بعد.
وفيما لا يزال المرشحان بعيدين عن العدد اللازم للفوز بترشيح الحزب للرئاسة، وهو 2025 مندوباً، يشير التقارب الشديد والتناوب في تسجيل الانتصارات إلى أن السباق بينهما سيستمر، حتى يستسلم أحدهما أو تحسمه انتخابات الحزب في مؤتمره القومي العام في الخامس والعشرين من آب المقبل.
ومنذ إعلان نتائج الولايات الثلاث، انهمك المرشحان في الإعداد للجولة المقبلة، حيث سيكونان على موعد مع منطقة «البوتوماك» التي تضم ولايتي فرجينيا وميريلاند، وواشنطن العاصمة. ويتمتع أوباما بشعبية جارفة في هذه الولايات، ويأمل منظمو حملته في الفوز بها جميعاً.
وعلى الجبهة الجمهورية، حقق حاكم أركنسو السابق مايك هاكابي فوزاً كبيراً على منافسه الأوفر حظاً في السباق جون ماكاين، في ولايتي لويزيانا وكانساس، اللتين يوجد فيهما أكبر تكتل للمحافظين في الولايات المتحدة.
وقال هاكابي، الذي يحظى بدعم اليمين المسيحي، فور ظهور نتائج لويزيانا، «ينجذب الناس حول أميركا باتجاه حملتنا ويدركون أنه لا يزال أمامهم إمكانية الخيار. هذا ما قلناه طيلة الوقت، بأن هذا السباق لم ينته بعد». وأضاف في جامعة مريلاند «لم أدرس الرياضيات، لكني أعرف الكثير عن المعجزات، وما زلت أؤمن بها».
وكان هاكابي قد فاز بـ66 في المئة من الأصوات في كنساس، في مقابل 24 في المئة لماكاين، لينتزع بذلك أصوات جميع المندوبين الـ36 للولاية كما تنص لوائح الحزب الجمهوري. لكن الفارق في لويزيانا كان ضئيلاً لمصلحة هاكابي، والعكس في واشنطن التي فاز فيها ماكاين.
وحصل سيناتور أريزونا السابق حتى الآن على 719 مندوباً في مقابل 234 لهاكابي. ويحتاج مرشح الجمهوريين إلى أصوات 1191 من المندوبين للفوز بترشيح الحزب في المؤتمر العام بين 1 و4 أيلول المقبل في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش دعمه غير المباشر لماكاين حيث وصفه بـ«المحافظ الحقيقي»، رغم تشديده على رفض تفضيل أحد المرشحين الجمهوريين. وأضاف بوش، في مقابلة مع «فوكس نيوز»، «إنه (ماكاين) قوي جداً في مجال الدفاع الوطني. هو قوي في المجال المالي. إنه يحب الحياة. مبادئه صحيحة وصلبة بالنسبة لي». وعن سؤال حول انتقادات المحافظين لماكاين، أجاب بوش «اعتقد أنه إذا كان جون هو المرشح، يجب عليه إقناع الناس بأنه محافظ صلب، وسأكون سعيداً بمساعدته إذا فاز في ترشيح الحزب». ورأى الرئيس الأميركي أن بعض الانتقادات التي وجهت لماكاين هي «على الأرجح نتيجة بعض المشاعر العدائية تجاهي».
وردّ بوش على انتقادات الحزب الديموقراطي قائلاً «إذا كان (الحزب) يشعر أنه يستطيع أن يربح الانتخابات بالتركيز عليّ، أعتقد أنهم يرتكبون خطأً تكتيكياً هائلاً». وعن أوباما، قال بوش «إني بالتأكيد لا أعرف ما يؤمن به حقاً. الأمر الوحيد في السياسة الخارجية الذي أذكر أنه قاله هو إعلان عزمه على مهاجمة باكستان. آمل ألا يتم ذلك».