القاهرة ــ خالد محمود رمضان
دعا الرئيس المصري حسني مبارك أمس الأطراف اللبنانية إلى الاتفاق في ما بينها على انتخاب رئيس للجمهورية، وطالب بإعداد مناخ مناسب قبل قمّة دمشق العربية الشهر المقبل.
وقال مبارك، لرؤساء تحرير الصحف المصرية أمس، إن بلاده «لن تتهاون أبداً في حماية حدودها، وترفض أي ضغوط أجنبية عليها، ولا تسمح لأي طرف أياً كان بأن يمارس إملاءات على السياسة الداخلية لمصر».
وأضاف مبارك، أثناء توجهه إلى الإمارات، أن القاهرة «ترفض حصار الشعب الفلسطيني، وتواصل جهودها واتصالاتها لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض عليه»، مشيراً إلى أن ذلك «لا يتعارض مع حماية حدودنا والدفاع عنها، مع التأكيد أن حدود مصر مقدسة، ولا نسمح بأي اعتداء عليها».
ورأى مبارك أن «حل مشكلة معبر رفح يكون طبقاً لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 مع السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي»، معلناً رفض مصر القاطع لأي وجود أجنبي على أراضيها في سيناء أو غيرها.
وفي شأن تطورات الوضع على الساحة اللبنانية، طالب مبارك «الأطراف اللبنانية بالتوافق في ما بينها لانتخاب رئيس للبلاد حماية لمصالح اللبنانيين»، مشيراً إلى ضرورة «تهيئة المناخ العربي المناسب» لانعقاد القمة العربية في دمشق.
وفي ما يخص تطورات الوضع في العراق، حذر مبارك مجدداً من استمرار الوجود الأميركي في هذا البلد. وقال إن «وجود القوات الأميركية والأجنبية سيؤدي إلى اجتذاب الإرهابيين من كل مكان وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة».
ورداً على سؤال عمّا تردد عن عزم أميركا على توجيه ضربة عسكرية لإيران، أكد مبارك مجدداً رفضه الحل العسكري للأزمة الإيرانية مع الولايات المتحدة. وحذر من أن توجيه أي ضربة عسكرية لإيران سيؤدي إلى انتشار الإرهاب وتهديد المصالح الأميركية في العالم كله.
وتأتي تصريحات مبارك في ظلّ تصاعد حدّة التوتّر في العلاقات المصرية ـــــ الأميركية، إذ وجّه مجلس الشعب المصري، أمس، انتقادات حادّة إلى السفيرة الأميركية المرشّحة للعمل في مصر، مارغريت سكوبي، تناولت حقوق الإنسان في مصر واستخدام المعونة الأميركية للضغط عليها.
وأوضحت لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، خلال اجتماعها، أن سكوبي تمارس قبل وصولها، ضغوطاً على مصر، مؤكدة أن «هذا استهلال غير موفق». وأشار رئيس اللجنة، مصطفى الفقي، إلى أن رئيس مجلس الشعب، أحمد فتحي سرور، سيزور الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري، على رأس وفد برلماني تلبية لدعوة رئيسة الكونغرس، نانسي بيلوسي، لتأكيد عدم استخدام المعونة الأميركية وسيلة ضغط.