بغداد ــ زيد الزبيدي
النرجيلة التي تُعرَف في العراق باسم «النركيلة»، وفي بلاد الشام «الأركيلة»، وفي مصر وتونس «الشيشة»، وفي تركيا «التنبوك»، غزت في الفترة الأخيرة مدينة الفلّوجة، وأصبحت ظاهرة تلفت الأنظار.
محمد فندي، صاحب أحد المحال المتخصّصة بتقديم النرجيلة وسط الفلوجة، يصف ظاهرة انتشارها في المدينة بأنّها «قد تكون أحد إفرازات ما بعد معركة الفلوجة الثانية، في تشرين الثاني من عام 2004. إذ أصبحت هذه العادة الإدمانية إحدى السمات الجديدة للفلوجة، بعد استقرار الوضع الأمني النسبي فيها». وأشار إلى أنّ عملية بيع النرجيلة بنكهة «المعسّل، ازدادت بصورة غير اعتيادية عن باقي مستلزمات الحياة».
وأوضح فندي أن سعر النرجيلة يعتمد على الصناعة والجودة والمنشأ. فأقلّ سعر هو 10 آلاف دينار، (تقريباً 10 آلاف ليرة لبنانية)، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 500 ألف دينار. أمّا الدول الأساسية التي يستورد العراق منها هذه السلعة، فهي سوريا ومصر وتركيا، بشكل رئيسي، بالإضافة إلى الأردن ولبنان وتونس.
ويقول رفعت صالح، أحد أصحاب المقاهي، «لم يكن عدد المقاهي في الفلوجة قبل الغزو الأميركي يتجاوز العشرة، وبعد الاحتلال لم يكن يتجاوز الثلاثة، بسبب رداءة الوضع الأمني. أمّا حالياً، فقد وصل عددها إلى العشرات، وأصبح لها وجود حتى داخل الأزقّة والشوارع الضيّقة في الأحياء».
ويعزو لورنس غالب العلواني، حامل شهادة ماجستير في العلوم النفسية، اتّساع انتشار هذه الظاهرة في الفلّوجة، إلى عوامل عديدة، «أوّلها وجود حالة من الكبت والاضطرابات النفسية عند الشباب، يحاولون من خلالها إفراغ حجم همومهم ومشاكلهم من خلال التدخين، وكذلك محاولة بعض الشباب العاطلين عن العمل قضاء وقتهم في المقاهي أو الشوارع والحارات للشعور بالنشوة من خلالها عبر مزج أحلام اليقظة بالدخان».