strong>ما يُشبه نفحة ودٍّ تنطوي على بعض التحذير، دعت طهران أمس باريس إلى الاستفادة من طاقات إيران في المجالين الثنائي والإقليمي، في وقت تخوض فيه واشنطن حربها على المصارف الإيرانية من الأراضي الأوروبية، في انتظار قرار العقوبات الذي تأمل إمراره قريباً في مجلس الأمن الدولي
دعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس فرنسا إلى التعامل بواقعية مع طهران والاستفادة من طاقاتها في المجالين الثنائي والإقليمي. وقال: «لقد أوضحنا هذا الأمر مراراًً في لقاء‌اتنا مع المسؤولين الفرنسيين»، مقدّماً النصح للإدارة الفرنسية بألا تتصرّف «خلافاً لمصالحها الوطنية».
كما تطرّق الوزير الإيراني إلى التقرير المُرتقب للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أواخر الشهر الجاري، متوقعاً أن «يتَّسم بالواقعية» إذا لم تخضع الوكالة لضغوط خاصة.
وبالنسبة إلى احتمال إصدار قرار عقوبات ثالث في مجلس الأمن الدولي، رجّحت مصادر دبلوماسية في نيويورك صدوره بعد تقرير وكالة الطاقة، لفت متكي إلى أن دول عدم الانحياز من الأعضاء غير الدائمين في المجلس أكّدت خلال المشاورات التي أجراها مع مندوبيها، أنه لا ضرورة للإسراع في إصدار القرار.
في هذا الوقت، عقد مجلس الأمن أمس اجتماعاً غير رسمي للبحث في مشروع القرار. وقال دبلوماسيون في نيويورك إن الاجتماع، الذي عقد في مقر البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، يهدف إلى تبادل وجهات النظر في مضمون النص بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) التي ترعاه وبين الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية.
وفي السياق، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أن واشنطن تضغط على الاتحاد الأوروبي لمنع مصرفين إيرانيين من العمل على الأراضي الأوروبية. وأشارت إلى أن اتخاذ خطوات ضدّ المصرفين «صادرات» و«ميللي»، تحظى بدعم باريس ولندن. كما أفادت الصحيفة بأن ألمانيا وإيطاليا ودولاً أوروبية أخرى تعارض حتى الآن قيام الاتحاد الأوروبي بحظر المصرفين المذكورين.
ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي أميركي قوله: «سنضغط على الاتحاد الأوروبي كي يمضي أبعد من مجلس الأمن في التعامل مع إيران».
وفي سياق متصل، أكّدت شركة «توتال» الفرنسية للنفط أنّها تعتزم البقاء في إيران رغم الضغوط الدولية عليها. وقال رئيس الشركة، كريستوف دي مارغري: «لم نحرق كل جسورنا مع إيران، وسنجد حلولاً للحفاظ على وجودنا في الأجل الطويل».
من جهة أخرى، يعقد مسؤولون إيرانيون وروس اليوم اجتماعاً يبحث في استكمال بناء محطة بوشهر النووية جنوب إيران. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية أمس عن مصدر مطلع قوله إن «اجتماعاً يعقد الخميس (اليوم) لدراسة إكمال إنشاء محطة بوشهر النووية» المرتقب تدشينها في الصيف المقبل، من دون أن يحدد مكان الاجتماع، مشدّداً على ضرورة عقد الاجتماعات الخاصة بتنشيط المراحل الأخيرة من المحطة وتفعيلها بصورة شهرية.
إلى ذلك، انتقد وزير الدفاع الإيراني اللواء مصطفى نجّار مواقف الدول الغربية من إطلاق الصاروخ الإيراني إلى الفضاء. وقال، في ختام اجتماع الحكومة، إن «أعداء إيران و نظام الهيمنة والاستكبار العالمي يظهرون عادة أي إجراء سلمي على أنه تهديد». وردّاً على الإعلان الفرنسي الذي ادّعى أنّ الصاروخ الفضائي «مكتشف 1» لم يصل إلى الفضاء، أوضح الوزير أن «الأعداء ينزعجزن دوماً من أي تقدّم تُحرزه الدول المستقلة ويحاولون الإيحاء بأنه فاشل».
وفي الملف الانتخابي، سمحت السلطات الإيرانية أمس لحفيد مؤسس الثورة الإسلامية روح الله الخميني، علي إشراقي وعدد من الإصلاحيين بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية بعدما رفضت ترشيحهم في البداية. ورُفض طلب أكثر من 2200 مرشح إصلاحي في المرحلة الأولى من عملية قبول المرشحين، ما أثار سخط الإصلاحيين.
إلا أن مجلس صيانة الدستور المكلف الإشراف على الانتخابات أعلن أول من أمس موافقته على 280 ترشيحاً كانت قد رفضت أوّلاً للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقرّرة في إيران في 14 آذار.
(مهر، إرنا، يو بي آي، أ ف ب،
رويترز، أب)