واشنطن ــ محمد سعيد
حقق المرشح الديموقراطي باراك أوباما، أمس، نصراً جديداً على منافسته هيلاري كلينتون في السباق للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية، بعدما نجح في اجتذاب قواعدها الانتخابية الرئيسية في ولايات حوض نهر البوتوماك، فيما عزز جون ماكاين موقعه المتقدم لدى الجمهوريين رغم استمرار تردد المسيحيين المحافظين بدعمه

اكتسح سيناتور إلينيوي، باراك أوباما، ولايتي الشرق الأميركي، فرجينيا وميريلاند، إضافة إلى العاصمة واشنطن، بهامش يصل إلى أكثر من 60 في المئة من الأصوات، موجهاً ضربة جديدة إلى السيدة الأولى السابقة، هيلاري كلينتون، التي سارعت إلى التوجه إلى تكساس لتأمين نصر يستوعب هزيمتها في عقر العاصمة الفدرالية.
ونجح أوباما في اجتذاب القواعد الانتخابية الرئيسة لكلينتون في «انتخابات البوتوماك»، حيث انتخبته مجموعات واسعة من البيض والمتقدمين في السن والنساء وذوي الدخل المحدود، إضافة إلى كتل السود والشبان والناخبين المستقلين الذين يشكلون عادة نواة دعمه. وحصل في فيرجينيا على 52 في المئة من أصوات البيض، فيما حصد 90 في المئة من أصوات السود الذين يشكلون 20 في المئة فقط من مجموع الناخبين. لكن كلينتون استطاعت الاحتفاظ بأصوات معظم النساء البيض في الولايات الثلاث. وبالمجمل، انتصر أوباما في ميريلاند وفيرجينيا وواشنطن العاصمة على التوالي بنسب: 75 في المئة، 68 في المئة و64 في المئة.
وعزز فوز أوباما تقدمه بامتلاكه 1074 مندوباً منتخباً، في مقابل 967 لكلينتون، من دون حساب أصوات المندوبين الكبار البالغ مجموعهم 796، حيث لا يمكن حسمها أو حسابها إلا عند التصويت فى المؤتمر العام للحزب الصيف المقبلوشدّد أوباما، في خطاب أمام حشد من أنصاره في فيرجينيا، على أن «مسيرة التغيير بدأت. ولن تتوقف قبل أن يكون هناك تغيير في واشنطن». وتعهد بأن ينفق المليارات، التي ينفقها الرئيس جورج بوش على الحرب في العراق، «على الأميركيين الذين عانوا الكثير من الأزمات في عهد حكومة الرئيس الجمهوري».
وهاجم أوباما، خلال جولة في ماديسون في ولاية ويسكونسن وهي ساحة السباق الأسبوع المقبل، كلينتون من دون أن يسميها، قائلاً «نعلم في هذه اللحظة أن الساخرين لم يعد بإمكانهم القول إن أملنا زائف. لقد فزنا الآن في الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وفي قلب هذا البلد الذي نحب». وكذلك انتقد خصمه الجمهوري، معتبراً أن «أولوياته لا تتعرض لمشاكل الشعب الأميركي الحقيقية، لأنها مرتبطة بسياسات الماضي الفاشلة».
في المقابل، بدا أن حملة كلينتون تعاني على الصعيدين التنظيمي والمالي على وقع ثماني هزائم متتالية. وأعلن نائب مدير حملتها مايك هنري استقالته قبل بدء فرز الأصوات مباشرة، بعد يوم واحد من استقالة مديرة حملتها باتي سوليس دويل. كما كشفت مصادر في حملتها أنها اضطرت إلى اقتراض 5 ملايين دولار لمجاراة قوة حملة المرشح الأسود، الذي تمتع بقدر كبير من الاحتياطات المالية وقاعدة من المتبرعين تصل إلى 700 ألف شخص.
رغم ذلك، أبدت المرشحة الديموقراطية ثقتها في مستقبل حملتها الانتخابية، قائلة «أتطلع بكل ثقة إلى أوهايو وتكساس لأننا نعرف أن هاتين الولايتين تمثلان قطاعاً كبيراً من الناخبين في هذه البلاد. إنهما تمثلان الناخب الذي يجب أن نكسبه في الانتخابات العامة».
وقالت كلينتون، أمام مؤيديها، «سنكتسح تكساس خلال ثلاثة أسابيع، لنبلّغ رسالتنا عما نحتاجه في أميركا، عن معدن الرئيس الذي سيكون مطلوباً منه في أحد الأيام أن يكون قائداً أعلى للقوات العسكرية، وإصلاح أحوال الاقتصاد».
وفيما تنتظر كلينتون هزيمة جديدة في ويسكونسن وهاواي الأسبوع المقبل، تعوّل السيدة الأولى السابقة على ولايتي تكساس وأوهايو، اللتين تجريان انتخاباتهما التمهيدية في الرابع من آذار المقبل، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمها هناك، وخصوصاً بين ذوي الأصول اللاتينية إذ تتمتع بشعبية واسعة بينهم.
وتتمتع تكساس بثالث أكبر تمثيل من حيث عدد المندوبين (228 مندوباً)، في مقابل 161 مندوباً لأوهايو. لكن يخشى من أن يؤثر «سحر» أوباما على هاتين الولايتين العملاقتين، بحيث يتكرر سيناريو هزيمة رئيس بلدية نيويورك السابق الجمهوري رودي جولياني، الذي آثر التركيز على الولايات الكبيرة وإهمال الصغيرة، وهو تكتيك انتخابي أخرجه من السباق منذ الجولات الأولى.
في هذا الوقت، أزاح سيناتور أريزونا السابق، جون ماكاين، عملياً، التهديد الذي قد يشكله منافسه مايك هاكابي بعد انتصاره في الولايات الثلاث نفسها، وتقدمه عليه بأكثر من 500 مندوب، فيما تأخر كل من رون بول وألين كيز كثيراً إلى الوراء.
وحصل هاكابي على دعم كبير من المسيحيين المحافظين والإنجيليين في فرجينيا، لكن ليس بما يكفي للتغلب على الدعم الكبير الذي عبر عنه المعتدلون والمسيحيون غير الإنجيليين لمصلحة ماكاين، الذي فاز بنسبة 50 في المئة من الأصوات. كما فاز ماكاين بنسبة 68 في المئة من الأصوات في العاصمة واشنطن وبنسبة 55 في المئة في ماريلاند.
وفي أول تعليق له، تكلّم ماكاين عن هاكابي قائلاً «من المؤكد أنه يبقي بعض الإثارة. ربما إثارة كبيرة ويجب أن أعترف له بذلك الليلة». ورأى أن الديموقراطيين «يعدون بمقاربة جديدة للحكم لكنهم لا يعرضون سوى شعارات تصرّ على أن الحل للفشل في الحكم يتم ببساطة عبر تضخيمه».
أما هاكابي، الذي يلقى تأييداً من المحافظين المتدينين، فقد رفض الانسحاب من السباق وأكد لقناة «فوكس نيوز» «سنمضي قدماً في مسيرتنا. نعيش لنقاتل يوماً آخر».
وقد أصبح عدد المندوبين المؤيدين لماكاين 821 مندوباً في مقابل 241 مندوباً لهاكابي. ويحتاج الفوز بترشيح الحزب الجمهوري إلى 1191 مندوباً في مؤتمره العام أواخر الصيف المقبل.