غزة، رام الله، حيفا ــ الأخبار
تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أمس، بعد نفاد الوقود، الأمر الذي استدعى توجه وفد من «حماس» إلى مصر لإعادة الحوار حول المعابر، في ظل رفض إسرائيلي لتولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارتها

اعتصم مئات السائقين في مدينة غزة، أمس، وأغلقوا بسياراتهم ميدان فلسطين الرئيس وسط المدينة، تلبية لدعوة من اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بينما يبحث وفد قيادي من حركة «حماس» برئاسة محمود الزهار مع القيادة المصرية في أزمة معبر رفح، وتزويد القطاع بالاحتياجات الأساسية في ظل الحصار الخانق.
وقالت مصادر في حركة «حماس» إن الوفد سيبحث مع القيادة المصرية، في قضية معبر رفح وفتحه رسمياً، عقب ضبط الحدود بين غزة ومصر، وقضية المعتقلين الفلسطينيين لدى سلطات الأمن المصرية.
وبحسب المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري «فإن المباحثات الثنائية تأتي ترجمة لاتفاق سابق بين حماس والقاهرة على تأليف لجنة للتنسيق المشترك عبر اجتماعات دورية ومستمرة للبحث في القضايا المشتركة، خاصة معبر رفح، وسبل تزويد سكان القطاع بالاحتياجات الأساسية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي».
ووفقاً للمصادر، فإن وفد «حماس» لن يطالب القيادة المصرية بإلغاء اتفاقية المعبر الموقعة في صيف 2005، بل تحسينها، عبر إزالة كاميرات المراقبة التي تزود دولة الاحتلال بصورة الحركة في المعبر، وتغيير مكان إقامة المراقبين الأوروبيين من مدينة المجدل إلى مدينة العريش المصرية، كي لا يظلّوا رهن المواقف الإسرائيلية.
وقال مصدر أمني مصري رفيع المستوى إن «الزهار سيجري محادثات في فندق في العريش مع مدير الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان الذي له دور خاص في تنظيم العلاقات مع الفلسطينيين».
ورغم تليين «حماس» موقفها، أعلنت إسرائيل رفضها «في هذه المرحلة» تسلّم عباس المعابر. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني «إن هذا ليس مطروحاً على الطاولة أبداً بالنسبة إلى من يسيطرون في غزة، لذا فإنَّ هذا ليس خياراً»، مضيفة أن «فتح المعابر للسلطة مثل فتحها لحماس». وتابعت «لا قوة فلسطينية اليوم تستطيع السيطرة على المعابر»، متسائلة «هل يستطيع أحد تخيل عودة الحرس الرئاسي التابع لأبو مازن إلى القطاع وسيطرته على المعابر من دون معارضة حماس؟».
في هذا الوقت، انتقدت مصادر مصرية اتهامات وجهتها أمس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى القاهرة بالتقصير في التصدي لعمليات تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق تحت خط الحدود في رفح.
وقالت رايس، في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، إن «جهود السلطات المصرية لمنع تهريب الأسلحة ليست كافية»، مضيفة «أعتقد أن من المنصف القول إننا لسنا راضين عن الجهود المصرية. لكن في الحقيقة، هذه الأنفاق موجودة هناك منذ أمد بعيد، ومن الصعوبة وقف التهريب الذي يجري عبرها».
إلى ذلك، حذّرت بلدية غزة من «كارثة صحية» في القطاع إثر توقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي بسبب استمرار تقليص كميات الوقود الواردة من إسرائيل. وقال مدير الصرف الصحي في بلدية غزة، سعد الدين الأطبش، «استمرار الحال على ما هي عليه يهدد بإغراق أحياء كاملة بمواد الصرف الصحي وتهديد حياة الناس».
وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد تيسير محمد عبد القادر نزال (52 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها خلال عملية عسكرية إسرائيلية في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين في السابع من الشهر الجاري. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة عشر مواطناً فلسطينياً في مدن نابلس وطولكرم ورام الله وجنين.