بالنسبة إلى زارعي الزهور الفلسطينيين في قطاع غزة، كان أمس يوم الجهد الضائع، لعدم استطاعتهم شحن زهورهم إلى أوروبا في عيد الحب، بسبب قيود التصدير التي تفرضها إسرائيل.لقد اضطروا إلى التخلص من حمولة شاحنتين من الزهور عند نقطة عبور صوفا الحدودية مع الدولة اليهودية، وألقوا باقي المحصول للخراف لتأكله. وقال المزارع ماجد حدايد «إنه يوم عيد حب أسود»، مقدّراً خسائره الموسمية بنحو 2.5 مليون دولار.
وقال حدايد: «قمنا بإتلاف وإحراق ألف وخمسمئة زهرة ورد من إنتاجنا لهذا العام قرب معبر صوفا التجاري في رفح، في جنوب قطاع غزة». وأكد أن هذه الخطوة تأتي «احتجاجاً على منعنا من تصدير زهورنا إلى أوروبا بسبب إغلاق إسرائيل المعابر والحصار المفروض منذ ثمانية أشهر على قطاع غزة».
ويقول مسؤول في جمعية مصدّري الزهور إن نحو ألف عامل ومهندس يعملون في إنتاج الزهور في غزة، وإنهم مهدّدون اليوم بخسارة وظائفهم نظراً للقيود الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن كثيرين من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة لا يحتفلون بعيد الحب، ويرون أنه عطلة غربية، إلا أن بعض المحال تعرض الورود الحمراء وهدايا على شكل قلوب. ويقول البائع هيثم قلجة، مشيراً إلى الحصار الإسرائيلي، «أبيع دببة وقلوباً. دع الناس يرفّهون عن أنفسهم بعض الشيء تحت الحصار».
ولم تحاول قوات الأمن التابعة لـ«حماس» منع التجارة ببضائع أو وجبات عيد الحب التي تقدمها بعض مطاعم غزة. ويقول بعض سكان غزة إنهم يرون في عطلة عيد الحب كسراً للتوترات مع إسرائيل، التي يخشون أن تغزو قريباً القطاع، الذي يطلق منه المقاومون الصواريخ يومياً عبر الحدود. ويقول الأستاذ الجامعي حازم أبو حميد «نحاول أن نفعل شيئاً مختلفاً تحت الحصار لنغيّر المزاج».
(أ ف ب، رويترز)