القاهرة ـ الأخبار
صعّدت السلطات المصريّة، أمس، حملة مطاردتها الأمنية لكوادر جماعة «الإخوان المسلمين»، فاعتقلت في مداهمات جديدة طاولت عشرات من منازل الجماعة في محافظات الشرقية والفيوم والمنوفية، نحو 50 ناشطاً منهم فجراً، من دون الإعلان عن الاتهامات الموجّهة إليهم، إلا التهمة المعتادة وهي «الاشتباه في عضويتهم في جماعة محظورة، وعقدهم اجتماعات تنظيميّة».
ويبدو وفقاً لقيادات هذه الجماعة، أنّ هذه الاعتقالات تأتي في إطار حملة مخطَّط لها على هذا التنظيم، تزامناً مع الإعداد للانتخابات المحلية المتوقَّع أن تجرى في شهر نيسان المقبل.
واستنكر النائب الأول للمرشد العام للإخوان، محمد حبيب، الاعتقالات، ووصفها بأنّها بمثابة «إعلان عن فتح باب الترشيح للانتخابات المحلية». ورأى حبيب أن ذلك «يعدُّ ترجمةً حقيقيةً لرغبة النظام المصري في استمرار حالة الجمود والركود في الحياة السياسية، فضلاً عن الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم». كذلك أعرب عن استيائه من «النهج القمعي» الذي يتعامل به النظام مع أكبر فصيل سياسي معارض في مصر (يشغل 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب)، و«اعتماد الأسلوب الأمني لغةً للتفاهم، بعيداً عن روح الديموقراطيّة التي يتشدَّق بها النظام»، متوقِّعاً أن تلي هذه الاعتقالات موجات أخرى حتى الانتهاء من الانتخابات «مثلما هو معهود».
لكنّ القائد الإسلامي عاد وأشار إلى ثبات جماعته وتصميمها على مواصلة السعي إلى الإصلاح والتغيير من خلال المنهج السلمي وعبر القنوات الدستوريّة.
من جهتها، استنكرت الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب، اعتقال النائب السابق السيد عبد الحميد، و43 من القادة الإسلاميّين. وطالبت الكتلة بالإفراج الفوري عن كلِّ المعتقلين في مصر على خلفيات سياسية. وحذَّرت من «استمرارِ اعتقال الشرفاء من دون وجه حقّ»، الأمر الذي يؤدّي إلى «مزيدٍ من الانتهاكات في ملفّ حقوق الإنسان»، مشيرة إلى أنَّ هذه الممارسات «تشوِّه صورة مصر في الخارج والداخل».
ويبدو أنّ الجماعة قرّرت نقل جزء من معركتها مع نظام حسني مبارك، إلى خارج مصر في قضيّة «تصحيح صورة الإخوان»، حيث أعلن وفد من الحقوقيّين الأميركيّين، في مؤتمر صحافي عقدوه في نقابة المحامين المصريّين في القاهرة، أنّ الخطوة المقبلة التي سيتّخذونها ردّاً على منعهم من حضور جلسات المحاكمة العسكرية لقادة «الإخوان»، هو السعي إلى عقد جلسات استماع في الكونغرس الأميركي «حول ما يحدث في مصر من مطاردات واعتقالات».