في خطوة استباقية لإعلان استقلال كوسوفو المرتقب يوم الأحد المقبل، حذّرت صربيا أمس من أنّ أي إعلان أُحادي الجانب من جانب هذا الإقليم سيكون «باطلاً ولاغياً». وأضافت أن «كل الصرب الموجودون على أراضي كوسوفو هم مواطنون صربيون ولهم كل الحق بعدم الاعتراف بأي استقلال أُحادي باعتباره إعلاناً غير شرعي من جانب ألبان كوسوفو». وطلبت من مجلس الأمن الدولي أن «يُلغي أي إعلان استقلال لكوسوفو». واستنكرت الحكومة الصربية الخطة الأوروبية التي تقضي بإرسال بعثة قضائية وأمنية مؤلفة من نحو 1800 عنصر من أجل استبدال إدارة الأمم المتحدة في كوسوفو. وحذّرت من أنها لن تعترف ببعثة لا تتمتع بـ«ميثاق ملزم قانونياً» لصربيا لأنّ هذا الإعلان يتناقض مع قرار الأمم المتحدة 1244 بشأن كوسوفو ويعدُّ خرقاً للسيادة الصربية.
ورغم التهديد والوعيد الصربي من مغبة إعلان الاستقلال، يبدو أنّ بلغراد أقرّت بأنّها لا تستطيع منع الغالبية الألبانية في كوسوفو من إعلان الاستقلال في ظل وعود غربية بالاعتراف به. وظهر رئيس الوزراء فيوسلاف كوستونيتشا على شاشات التلفزيون الحكومي، أمس، ليطلب من الصرب «الاستعداد للانفصال الوشيك لإقليم كوسوفو الذي لن تقبله حكومتهم إطلاقاً». وقال إن الائتلاف الحاكم وافق على وثيقة تبطل مسبقاً «أمراً سيصبح واقعاً خلال أيام قليلة بشأن عنف غير مشروع وتحرّك لإعلان استقلال كوسوفو».
من جهته، ردّ النائب في العاصمة الكوسوفية بريشتينا، فلورا سيتاكو، بأنّ قرار الحكومة الصربية لن يكون له أية مفاعيل على نوايا كوسوفو بإعلان الاستقلال، معتبراً أنّ ما تفعله صربيا لا علاقة له بما سيجري. وأضاف «هي فقط تستطيع أن تُلغي تلك القرارات التي تكون من صنع جمعيتها العامة، أما كوسوفو فله مساره الخاص الذي يسانده المجتمع الدولي».
وسيكون إعلان الاستقلال المرتقب يوم الأحد أو الاثنين المقبلين، الحلقة الأخيرة من تفكّك يوغوسلافيا السابقة، وهو ما يلقى دعماً أميركياً وأوروبياً، فيما تقف روسيا إلى جانب صربيا وتعارض انفصال كوسوفو.
(أ ب، أ ف ب)