باريس ـ بسّام الطيارة
خرج المدير العام للوكالة الدوليّة للطاقة النوويّة، محمد البرادعي، من قصر الإليزيه متجهّم الوجه، أمس، حتّى إنه لم يتوقّف أمام عشرات الصحافيّين الذين تجمّعوا في باحة القصر لسماع ما دار بينه وبين الرئيس نيكولا ساركوزي. تأمّل الصحافيّون لقاءً مع البرادعي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية برنار كوشنير، كان مبرمجاً ومعلناً عنه بعد لقائهما. إلّا أنّ المفاجأة كانت إلغاء المؤتمر «بسبب عدم وجود وقت كافٍ» حسب مصادر وزارة الخارجيّة، بينما برّر المقرّبون من البرادعي غياب التصريحات بـ«غياب أيّ جديد يعلَن عنه». وقد ذكر المتحدّث باسم الرئاسة دافيد مارتينو، أنّ ساركوزي حثّ الوكالة على متابعة عملها و«التحقّق من نشاط إيران في هذا المجال». كما جدّد التعبير عن «قلق المجتمع الدولي تجاه أنشطة إيران النوويّة والباليستيّة»، مشيراً إلى سلّة الحوافز التي قدّمها المجتمع الدولي، والتي تتضمّن «التعاون في مجال الطاقة النوويّة السلميّة».
أمّا من جهة وزارة الخارجيّة، فإنّ التسريبات تحدّثت فقط عن أنّ الوزير توقّف في محادثاته مع البرادعي على «عدم تجاوب إيران مع مطالب المجتمع الدولي بتعليق نشاطها النووي». غير أنّ مصادر وزارة الخارجيّة كشفت لـ«الأخبار» أنّه «لم يتمّ التطرّق إلى تقرير الوكالة الذي من المنتظَر صدوره في الأسبوع المقبل». وهو التقرير الذي يرى الفرنسيون أنه يستطيع تحريك الجمود الذي يسيطر على المشاورات بشأن قرار عقوبات جديد.
إذاً «الخبر كان غياب الخبر»، وخصوصاً أنّ جميع المسؤولين الفرنسيّين كانوا ينتظرون لقاء البرادعي لتذكيره «بموقف فرنسا من التوسّع في الاستعمالات المدنيّة للطاقة النوويّة» والاستماع منه إلى «تقرير عما توصّل إليه في الملفّ الإيراني»، ولا سيّما أنّ المشاورات في مجلس الأمن الهادفة إلى الخروج بقرار عقوبات ثالث، «ما زالت تدور في حلقة مفرَغة». وكانت بعض المعلومات قد تسرّبت قبل أسبوع، عن إمكان أن يشير تقرير البرادعي إلى «بعض النقاط الإيجابية في الردود الإيرانيّة»، ما قد يؤخّر «إرسال الملفّ مرّة ثانية أمام مجلس الأمن». وقد رفض مسؤول فرنسي كبير أخذ أي تقويم سياسي للبرادعي بعين الاعتبار، مشيراً إلى «أنّه مجرّد رجل تقني»، عليه أن يقدّم معطيات تقنيّة ويترك تقديرها السياسي لأعضاء مجلس الأمن.
كما أكّدت المتحدّثة باسم الخارجيّة باسكال أندرياني، أنّ «باريس لا يمكنها الاكتفاء بأجوبة غير كاملة وغير دقيقة، وتنتظر أجوبة محدّدة عن مسائل محدّدة». وقد يكون غياب هذه الأجوبة هو الذي كان وراء البرودة التي صبغت لقاءات «حامل جائزة نوبل للسلام» في باريس.