ارتفعت التوترات السياسية في إقليم كوسوفو، أمس، مع اقتراب الموعد المحتمل لإعلان الاستقلال، وهو ما جدّدت بلغراد اعتباره «خطراً جدياً» على مصالحها وتعهدت بمحاربته حتى الدقيقة الأخيرة.ورفض رئيس وزراء كوسوفو، هاشم تاجي، الكشف عن الموعد المقرر لإعلان استقلال الإقليم، الذي تتوقع مصادر عديدة في بريشتينا أن يحصل غداً الأحد.
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي عن موعد إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد، أجاب تاجي «لنواصل الحديث عما اجتمعنا لأجله»، متابعاً حديثه عن وضع الأقلية الصربية في الإقليم حيث أعلن «ضمان أمنها»، وإنشاء مكتب تابع للحكومة يختص بشؤونها.
وظهرت ملصقات في بريشتينا تدعو السكان «إلى الاحتفال بهدوء» بالاستقلال، فيما ذكرت صحيفة «بوتا سوت» الألبانية أن جميع المسؤولين الألبان طُلب منهم البقاء قرب العاصمة يوم الأحد، ولا سيما النواب لتسهيل اجتماع المجلس التشريعي في أسرع وقت ممكن.
وأقرّ برلمان كوسوفو مذكرة تجيز له تبنّي القوانين المتعلقة باستقلال الإقليم في غضون 24 ساعة، بهدف الموافقة بسرعة على النصوص المرتقبة ضمن خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتي اهتيساري، التي تنص على استقلال كوسوفو تحت «إشراف دولي» وحكم ذاتي واسع الأطر للأقلية الصربية هناك.
لكن محاولات كوسوفو لطمأنة الصرب لم تجد صدى كبيراً لدى البلديات والبلدات الصربية في الإقليم، حيث عقدت اجتماعاً عاماً لها في بلدة كوسوفسكا ميتروفيتشا، قرّرت فيه «تنظيم انتخابات محلية ومناطقية في 11 أيار بالتنسيق مع بلغراد لانتخاب برلمان لكوسوفو، خاص بالصرب».
وتعهد الرئيس الصربي بوريس تاديتش، أمام أعضاء البرلمان، أنه «لن يتخلى أبداً عن القتال من أجل كوسوفو». وأضاف، خلال أدائه قسم اليمين بعد انتخابه لولاية ثانية، «أقسم ببذل قصارى جهدي للحفاظ على سيادة الجمهورية الصربية ووحدة أراضيها، بما فيها كوسوفو بوصفه جزءاً لا يتجزأ منها». وهدّد بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي لبلاده مع أي دولة تعترف بكوسوفو دولةً مستقلة.
وعن رد بلغراد على استقلال كوسوفو، أكد رئيس الأركان الصربي الجنرال زدرافكو بونوس، لإذاعة «بي 92»، أن بلاده «لا تواجه خطراً عسكرياً وأن الحكومة تدير مسالة إقليم كوسوفو بطريقة صحيحة». واستبعد تدخل الجيش لمنع الاستقلال المرتقب قائلاً «التدخل العسكري ممكن، لكنه ليس واقعياً».
ومن المتوقع أن تعترف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا فوراً بالدولة الجديدة، فيما أفادت تقارير بأن اليابان قد تتريث.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اجتماعاً بشأن كوسوفو في وقت متأخر أول من أمس لم يفض إلى نتيجة في ظلّ تصادم موقف روسيا المعارض للاستقلال مع الموقفين الأميركي والأوروبي.
وهدّدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «بإعادة النظر بعلاقاتها مع جمهوريتي جورجيا الانفصاليتين (أوسيتيا وأبخازيا)، إذا أعلن كوسوفو الاستقلال وتم الاعتراف به من دول أخرى».
(أ ب، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)