أعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنارد كوشنير، أمس، أن إسرائيل والفلسطينيين لم يحرزوا تقدماً حقيقياً منذ مؤتمر السلام في انابوليس، ووصف الوضع بأنه خطير، بعدما كان قد طالب برفع الحصار عن قطاع غزة وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية.وقال كوشنير، الذي بدأ أول من أمس زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، إن «الناس بدأوا يفقدون إيمانهم بالسلام» وإن صناع السياسات في الشرق الأوسط كثيراً ما يخفقون في تحقيق إنجازات. وأضاف «الكل يتحدث ولا أحد يتحرك».
وشدّد وزير الخارجية الفرنسي، بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، على ضرورة «إحلال أجواء من الثقة»، مبدياً أسفه لبقاء مختلف المشاريع التي تم درسها حبراً على ورق. وذكر مشروعين تبدي بلاده اهتماماً خاصاً بهما وهما بناء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في غزة وبناء مساكن للفلسطينيين في الضفة الغربية. وأشار إلى أن مشروع غزة تعثر بسبب استحالة إدخال الإسمنت إلى القطاع حيث «يجب أن يكون من الممكن نقل مواد».
وقال كوشنير، رداً على أسئلة بشأن إمكان إعلان وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة «حماس»، «يمكن إعلان وقف إطلاق نار وسيكون هذا الأمر جيداً بالطبع»، معتبراً أن في وسع السلطة الفلسطينية وعدد من الدول الاجنبية أداء دور من أجل التوصل إلى ذلك.
وشدّد كوشنير على ضرورة «تجميد الاستيطان الإسرائيلي كلياً» في الضفة، بعدما التقى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال إفطار عمل في أحد فنادق القدس المحتلة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان، أن «المحادثات تناولت المشاريع الاقتصادية المشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تديرها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) وموفدها الخاص إلى الشرق الأوسط طوني بلير ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وباراك».
وكان كوشنير قد قال أول من أمس، إثر لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله «نحن نؤيّد فتح نقاط عبور باتجاه غزة. ظروف الحياة اليومية لفلسطينيي غزة لا تحتمل». ودعا إلى وقف إطلاق هذه الصواريخ من قطاع غزة، مشيراً إلى رد الفعل الإسرائيلي «القاسي» الذي سينجم عن استمرار سقوط هذه الصواريخ.
وأشار كوشنير مجدداً إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية، مشدداً على ضرورة وقف الاستيطان اليهودي للسماح لهذه الدولة بأن ترى النور. وقال «نحن نعمل على ولادة هذه الدولة الفلسطينية الضرورية لأمن إسرائيل. من دون دولة فلسطينية لن يكون هناك أمن لأصدقائنا الإسرائيليين». وتابع «لا يمكننا أن نتابع في آن معاً عملية سلام والثقة بجيراننا وبناء دولة فلسطينية ومواصلة بناء مستوطنات أو حتى حمايتها على هذه الدولة الفلسطينية».
وفي ما يتعلّق ببرنامج إيران النووي، قال كوشنير إنه يؤيد «الحوار» مع إيران لإقناعها بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالموازاة مع احتمال فرض العقوبات عليها إذا رفضت.
وأضاف «كلنا متفقون على فرض عقوبات على إيران، لكننا ندعم فتح مناقشات». وأوضح «نعم للعقوبات، لكن ينبغي فتح حوار مع إيران وهي بلاد عظيمة ذات حضارة عريقة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)