رأى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أن الله سيعاقب الإيرانيين إذا تخلوا عن برنامجهم النووي، فيما نفت طهران وواشنطن أي لقاء ثنائي بين مسؤولين من البلدين في باريس. وقال خامنئي إن «الشعب الإيراني أعلن صراحة أنه سيدافع عن حقوقه... الله سيؤنّبه إذا لم يقم بذلك».
وأوضح خامنئي، في رد على دعوة واشنطن طهران إلى التخلِّي عن برنامجها النووي، «إنهم يعرفون أن إيران لا تسعى للأسلحة النووية، لكنهم (الأميركيين) فقط يحاولون أن يمنعوا الأمة الايرانية من امتلاك التكنولوجيا المتطورة».
في هذا الوقت، نفت ايران انعقاد لقاء مباشر بين ممثلين إيرانيين وأميركيين في 29 كانون الثاني خلال الاجتماع الأخير لمجموعة العمل المالي الذي كان مخصّصاً لقضايا تمويل الإرهاب وتبييض الأموال في باريس. وقال وزير الاقتصاد الإيراني، داوود دانيش جعفري، في تصريحات نشرتها صحيفة «سرمايه»، إنه «لم يعقد لقاء خاص»، مشدداً على أن الأمر لا يتعلق «باجتماع على مستوى عال».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، إن مساعد وزير الخزانة دانيال غليزر المكلف مكافحة تمويل الإرهاب، والذي شارك في اجتماع باريس، «لم يعقد أي اجتماع منفصل» مع الممثل الإيراني.
وفي السياق، اتهمت إيران الولايات المتحدة بالعمل على إعاقة التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، محمد علي حسيني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «افتراءات أميركا بشأن الأنشطة النووية المدنية الإيرانية تطرح دوماً عندما تكون هناك نتائج مثمرة في التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أو لدى اقتراب الوكالة الذرية من تقديم تقريرها، وهذه الأعمال تمثل ضغوطاً سياسية على مسيرة التعاون بين الجانبين».
وفي طهران، توفي المدير السابق لمكتب مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، آية الله محمد رضا توسلي، إثر إصابته بأزمة قلبية خلال خطاب كان يلقيه أول من أمس، احتجاجاً على «الهجمات» التي تتعرض لها أسرة الخميني.
وقال محمد هاشمي، شقيق الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، والذي كان يحضر الاجتماع، في تصريحات نقلتها صحيفة «كارغوزاران»، إن رجل الدين الإصلاحي السابق (77 عاماً) كان يدين أمام مجلس تشخيص مصلحة النظام «الظلاميين الذين يهاجمون أسرة الإمام الخميني وأفكاره عندما أصيب بأزمة قلبية»، في إشارة إلى منع ترشيح أحد أحفاد الخميني للانتخابات البرلمانية التي تجرى في 14 آذار المقبل.
وفي السياق، قال المتحدث باسم تحالف الإصلاحيين، عبد الله ناصري، «في إجراء مفاجئ ومنظم منعت لجان (الحكومة) 90 في المئة من مرشحينا الرئيسيين في أنحاء البلاد» من الترشح للانتخابات. لكنه أوضح أن تيار الإصلاحيين «سينافس في الانتخابات بقدر الإمكان رغم كل القيود التي يواجهها».
وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباس علي خدوداي، قد أعلن «صحة ترشيحات 300 مرشح للانتخابات التشريعية» بعدما رفضت لجنة الانتخابات طلبات ترشحهم.
إلى ذلك، ألغى عشرة نواب دنماركيين زيارة إلى إيران قبل يومين من التاريخ المزمع لها بعد تصاعد خلاف دبلوماسي عقب قيام صحف دنماركية في الأسبوع الماضي بإعادة نشر أحد الرسوم المسيئة للنبي محمد.
وقالت وزارة الخارجية الدنماركية إن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ألغت الزيارة التي كانت مقرّرة اليوم الاثنين، بعد أن طالب البرلمان الإيراني باعتذار لأن صحفاً دنماركية أعادت نشر أحد الرسوم المسيئة.
وقال وزير الخارجية الدنماركي، بير شتيغ مولر، في بيان، إن «البرلمان الإيراني طالب باعتذار من الوفد البرلماني الدنماركي وهو بالطبع ما لا يمكنه عمله».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)