strong>حكاية ولادة قيصريّة مـن رحم صربيا
يقع إقليم كوسوفو على مساحة 10.877 آلاف كيلومتر مربع في جنوب صربيا. ويُشكّل الألبان غالبية سكانه، نظراً لوجود ألبانيا على حدوده الجنوبية الغربية. وتحدُّه من الجنوب الشرقي مقدونيا، بينما تقع إلى الغرب منه جمهورية مونتينغرو (الجبل الأسود).
ويبلغ عدد سكان الإقليم مليوني نسمة، حوالى 90 في المئة منهم من أصل الباني. أما عاصمته فهي بريشتينا.
وفي ما يتعلق بالوجود الصربي في الإقليم، فإن حوالى مئة ألف من هذه القومية بقوا في كوسوفو بعد انتهاء النزاع بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان، الذين طردوا أكثر من مئتي ألف من غير الألبان من الإقليم. لكن عددهم في تراجع متواصل.
ويتحدث سكان الإقليم اللغات، الألبانية والصربية والتركية، بينما يدين تسعون في المئة منهم بالإسلام.
وأصبحت كوسوفو إقليماً يتمتع بحكم ذاتي داخل جمهورية صربيا في 1974، بموجب الدستور اليوغوسلافي في عهد الماريشال تيتو. لكن الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش ألغى في 1989 هذا الوضع الخاص وحل كل أجهزة الحكم المحلي الألباني في 1990.
وفي تشرين الأول 1991، أعلن الإقليم استقلاله إثر استفتاء. وانتخب ألبان كوسوفو في العام التالي «برلماناً» و«رئيساً للجمهورية» هو إبراهيم روغوفا، الذي أعيد انتخابه في آذار 1998 في انتخابات جديدة لم تعترف بها بلغراد.
وبدءاً من 1997، أطلق «جيش تحرير كوسوفو» حركة تمرد على الجيش والشرطة الصربيين.
لكن في المقابل، شن نظام ميلوسيفيتش حملة «للتطهير» العرقي أدت إلى مقتل الآلاف وتهجير أكثر من مليون من ألبان كوسوفو. أعقب ذلك تدخل حلف شمال الأطلسي في آذار 1999، الذي شن غارات جوية على صربيا، ما أرغم ميلوسيفيتش على الانسحاب من كوسوفو. وفقدت بلغراد السيطرة الفعلية على الإقليم، الذي وضع تحت حماية الأمم المتحدة والحلف الأطلسي الذي ينشر نحو 17 ألف عسكري على أراضيه.
وفي عام 2004، شهد الإقليم أعمال عنف ضد الصرب أدت إلى سقوط 19 قتيلاً وأكثر من 900 جريح. وفي عام 2005، تبنى برلمان كوسوفو (120 نائباً) قراراً ينص على إقامة دولة مستقلة. وبدأت في شباط 2005 مفاوضات بشأن الوضع النهائي للإقليم بين الصرب وألبان كوسوفو عقدت في فيينا.
إلا أن مبعوث الأمم المتحدة، الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، تقدم بخطة تقضي باستقلال الإقليم تحت إشراف دولي، دعمها الأميركيون ومعظم الأوروبيين.
لكن موسكو وقفت في وجه هذه الخطة، ما دفع واشنطن وبعض الدول الأوروبية إلى تكليف مجموعة الاتصال التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، لجنة ثلاثية (ترويكا أميركية روسية أوروبية) التوصل إلى تسوية بين ألبان كوسوفو والصرب.
وفي العاشر من كانون الأول من عام 2007، أعلنت الترويكا فشل المفاوضات بين الجانبين.
إلى أن أتى يوم السادس عشر من شباط الماضي، ليعلن رئيس الوزراء الكوسوفي المتمرد السابق، هاشم تاجي، تاريخ 18 شباط، موعداً لإعلان استقلال الإقليم.
ومنذ وفاة روغوفا في كانون الثاني 2006، انتخب فاتمير سيديو، رئيساً للبلاد الغنية بالمعادن مثل الرصاص والزنك والفضة والكروم والحديد والنيكل والفحم الحجري والنفط.
(أ ف ب)