غزة، القاهرة، حيفا ــ الأخبار
عشيّة جولة المحادثات الجديدة بين إيهودأولمرت ومحمود عباس، شدّد الجانب الفلسطيني، على عدم موافقته على تأجيل المحادثات في شأن مصير القدس المحتلة، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيليّة أنّها تعتزم مواصلة الحصار على غزة، محمّلة «حماس» مسؤولية كل ما يحدث فيه
شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، على رفض تأجيل بحث قضية القدس. وقال: «نحن نعمل بكل جد وبكل صبر من أجل أن يكون عام 2008 هو عام السلام، وهذا يعني أنّه لا مجال لتأجيل قضية القدس أو قضية اللاجئين أو الأمن أو الحدود».
وشدّد عباس، لصحيفة «الدستور»، على ثقته بدور الولايات المتحدة في التأثير على سياسات إسرائيل. وقال: «نأمل ونثق بأنّ الولايات المتحدة وحدها هي الطرف الوحيد القادر على التأثير على الموقف الإسرائيلي»، مضيفاً أنّ سير العمليّة السلميّة والمفاوضات بطيء، وأنّه «لا يستطيع التحدّث عن تقدّم». وحذّر من أنّ استمرار سيطرة «حماس» على قطاع غزة يخدم المصالح الإسرائيلية بتكريس انفصال الأراضي الفلسطينية.
بدوره، شدّد أولمرت، الذي يلتقي عباس اليوم في القدس المحتلّة، على أنّه يعتزم مواصلة الحصار المفروض على قطاع غزّة. وقال، أمام الكتلة النيابية لحزبه «كديما»، «سنواصل تطبيق عقوبات تطاول حاجات الشعب (الفلسطيني) حتى يكون واضحاً أنّ تغيير الظروف المعيشية يمكن ألّا يكون فقط عندنا».
ورأى أولمرت أنّ «حماس تتحمّل مسؤولية كلّ ما يجري في قطاع غزة، سواء كانت ضالعة مباشرة أو لا في حدث ما»، وقال: «بالنسبة إلينا، فإن الأمر المقرّر هو أنّهم (الحمساويّون) سيتحمّلون نتائج كل النشاطات التي تجري هناك».
وإشار أولمرت إلى نيّة إسرائيل نشر منظومة دفاعية تحت مسمى «قبّة الحديد» لاعتراض صواريخ «القسام». وتابع أنّ تطوير وسائل حماية في جنوب إسرائيل «مرتبط برصد 50 مليون شيكل (حوالى 14 مليون دولار) فوراً لتحصين البيوت».
أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، فحذّرت من أنّ وقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يعني «إبقاء الساحة كلّها للاعب واحد اسمه حماس، وهذا سيّئ لإسرائيل». وأضافت: «أنا لست بابا نويل الذي يدخل إلى غرفة المفاوضات مع هدايا للفلسطينيين، بل أنا أمثّل المصالح الإسرائيلية».
وفي إطار التحضيرات للعدوان على غزة، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن محافل أمنية إسرائيلية قولها «إن إسرائيل ستوجه إنذاراً نهائياً إلى المجتمع الدولي بعد اجتياجها لقطاع غزة، من أجل نشر قوات دولية كشرط وحيد لانسحابها».
وأشارت الصحيفة إلى أن في الجيش حالة من التردد في المبادرة إلى هجوم على غزة لأسباب من أبرزها غموض استراتيجية الخروج من قطاع غزة. وما يعزز هذا الغموض هو أنه من دون قوات دولية تحل محل القوات الإسرائيلية، في وقت تعاني فيه حركة «فتح» الضعف الشديد، فإن الخروج سيعيد «حماس» للسيطرة على القطاع.
في هذا الوقت، استشهد الفلسطيني عوني أبو طه، (42 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها خلال التوغل الإسرائيلي شرق رفح، أوّل من أمس، وهو ما يرفع عدد ضحايا التوغّل نفسه إلى 4 فلسطينيين و20 جريحاً، فيما نظّمت الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في غزة اعتصاماً احتجاجياً لسائقي سيّارات الإسعاف بسبب نفاد كميات الوقود، ما أدّى إلى شلل في عمل هذه الآليّات.
على صعيد آخر، قالت مصادر أمنيّة لوكالة «فرانس برس» إنّ الشرطة المصريّة ألقت القبض على نحو 500 فلسطيني في محافظة شمال سيناء، خلال الأيام الأربعة الماضية، وتعتزم ترحيلهم إلى قطاع غزة في القريب.
كذلك أفادت مصادر أمنيّة بأنّ الشرطة المصرية عثرت أوّل من أمس، على 100 كيلوغرام من المتفجّرات من نوع «تي أن تي»، مخبّأة في ثلاثة أكياس من البلاستيك، مدفونة في الرمال قرب الشيخ زويد.
إلى ذلك، نفى الشيخ البارز في الحركة السلفية في الأردن، علي الحلبي، ما نسبته إليه «حماس» من الإفتاء بـ«جواز قتال حركة حماس» باعتبارها من «خوارج هذا العصر»، وهي الفتوى التي قال «متّهمون» في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المُقال، إسماعيل هنية، إنهم استندوا إليها في قيامهم بهذه العملية.
واتهمت جماعة «جيش الإسلام»، الحكومة الفلسطينية المُقالة، باعتقال عدد من نشطائها في قطاع غزة، على خلفية تفجير مكتبة جمعية الشبان المسيحية الأسبوع الماضي، وتوعّدت بـ«القتال».