حيفا، القاهرة ــ الأخبار
شهيدان في غزّة... والقاهرة و«حماس» تبحثان المعابر وشاليط

في ظلّ «خلافات» تشوبها ضبابيّة التصريحات عمّا إذا كان يتعيّن التعامل بصورة فورية مع قضية القدس المحتلة، اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، على تسريع محادثات السلام.
وأوضح أولمرت أنّه لم يبحث خلال الاجتماع قضية إرجاء المفاوضات بين الجانبين بشأن القدس، رغم أن الحديث الفلسطيني كان يركّز على المطالبة بتوضيح الإعلان الإسرائيلي عن تأجيل المفاوضات حول المدينة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيليّة عن أولمرت قوله إن «موضوع تأخير المباحثات بشأن القدس لنهاية المفاوضات لم يُطرح بيني وبين أبو مازن (عباس)». وأضاف أن «إسرائيل تتعهد بمنع حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة، لكنها لا تلتزم بفتح المعابر».
أما المتحدّث باسم أولمرت، مارك ريغيف، فقد أوضح من جهته أنّ الاجتماع بين المفاوضين سيتمّ «كل يوم تقريباً»، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل ملتزمة بمناقشة جميع القضايا الجوهرية». وشدد على أنّ أولمرت كان «واضحاً جداً»، عندما تحدّث الأحد الماضي عن أنّ عبّاس قبل اقتراحاً إسرائيلياً يقضي بتأجيل المحادثات المتعلّقة بالقدس حتى انتهاء التفاوض في شأن الدولة الفلسطينيّة، رافضاً الكشف عمّا إذا كان رئيس الوزراء قد غيّر موقفه بعد تأكيد الفلسطينيين أنّه لا التزام من هذا النوع قد تمّ.
من جهة ثانية، قال مصدر سياسي إسرائيلي إنّ «الموضوع (القدس) لم يُطرح هذا المساء، وبإمكانكم أن تستخلصوا من ذلك ما تريدون، لكن موقف رئيس الوزراء (أولمرت) أن موضوع القدس هو الأكثر إشكالية، وإذا تم طرح الموضوع الآن فستتفجّر المفاوضات».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن أولمرت اتفق مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على إرجاء المباحثات في شأن القدس خلال محادثة هاتفية أجراها معها قبل أسبوع ونصف.
وبحسب المصدر، فإنّ رايس وافقت على الموقف الإسرائيلي القائل بأن التباحث بشأن مكانة القدس الشرقية في بداية المفاوضات على الحل الدائم من شأنه أن يؤدي إلى نشوء أزمة بين الجانبين وإفشال العملية السياسية في بدايتها. وأضاف المصدر أن أولمرت أبلغها بأنّ التوجّه الكامن في الموقف الإسرائيلي بخصوص القدس مقبول من عباس.
في هذا الوقت، شدّدت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة، تسيبي ليفني، على أنّ إسرائيل ستضطر من خلال المفاوضات إلى التنازل عن قسم من «أرض إسرائيل». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامّة عنها قولها، في خطاب أمام «مؤتمر القدس الخامس»، إنّه «بالمفاوضات مع الفلسطينيّين، سنضطر للتنازل عن جزء من أرض إسرائيل، وإذا لم نفعل ذلك فسنضطر للتنازل عن مُركّبات في هدفنا الأعلى وهو إقامة دولة يهوديّة وديموقراطية وآمنة في البلاد». وأكّدت مجدداً أن إسرائيل تعتزم الاحتفاظ بكتل رئيسة من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في أي اتفاق مستقبلي.
في المقابل، أدانت «حماس» استمرار اللقاءات بين عباس وأولمرت. وقال المتحدث باسمها، فوزي برهوم، إنّ الحركة الإسلاميّة «تحذر من الاستمرار في اللقاءات بين رئيس السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لما فيها من نتائج كارثية على الحقوق والثوابت الفلسطينية».
وفي السياق، استبقت مصر زيارة سيقوم بها رئيس جهاز استخباراتها، اللواء عمر سليمان، إلى إسرائيل، بالتحذير من إفراط في التفاؤل حيال إمكان إبرام صفقة وشيكة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقالت مصادر مصرية مطلعة، لـ«الأخبار»، إنّ «الحديث عن أنّ الصفقة ستتم خلال ساعات أو أيام قليلة غير واقعي، لأنّه لا تزال هناك عقبات يتحتم التوصل إلى حلول لها»، رافضةً الإفصاح عن هذه العقبات، رغم إعلان إسرائيل أن تقدماً ملموساً قد طرأ على المفاوضات الجارية لإنجاز الصفقة.
وفي مدينة العريش، عند الحدود بين مصر وقطاع غزّة، اجتمع وفد من «حماس» مع مسؤولين أمنيّين مصريّين، في لقاء يندرج في إطار التفاهمات التي تمّ التوصل إليها الأسبوع الماضي.
ميدانياً، أعلن المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطيينّة، معاوية حسنين، استشهاد اسماعيل جاد الله (25 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب موقع كيسوفيم شرق بلدة وادي السلقا في وسط قطاع غزّة. كما استشهد الطفل الفلسطيني تامر أبو شعر (10 أعوام) بعد إصابته بجروح خطيرة برصاص الجيش الإسرائيلي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)