في أجواء خيّم عليها إعلان استقلال إقليم كوسوفو وبيانات التحدي الصادرة عن أذربيجان حول إقليم ناغورني كارباخ، تدفق ألارمن أمس إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس لهم، في عملية اقتراع أظهرت نتائجها الأولية فوز رئيس الوزراء سيرج سركيسيان من الدورة الأولى على الرئيس السابق ليفون تير بتروسيان، بحصوله على 57 في المئة من الأصوات.ودُعي الناخبون، المقدر عددهم بنحو3,2 ملايين نسمة، للاختيار بين 3 مرشحين هم رئيس الوزراء سيرج سركيسيان والرئيس السابق ليفون تير بتروسيان الذي ترأس البلاد بين عامي 1991 و1998، ورئيس البرلمان السابق أرتور بغدساريان.
وبعيد إدلائه بصوته في يرفان، قال سركيسيان: «إن القضية الأكثر أهمية، أن أرمينيا تشهد انتخابات حرة ونزيهة، لا يهم أن تجري الانتخابات على دورة أو اثنتين، الأهم أن انتخاباتنا جديرة بالثقة».
وفيما يمنع الدستور الرئيس الحالي روبرت كوتشاريان الحاكم منذ عشر سنوات، من الترشح لولاية ثالثة، ترى غالبية المراقبين أن سركيسيان يمثل استمراراً لسياسته. وقال كوتشاريان، بعد إدلائه بصوته: «لقد صوتُّ من أجل استقرار أرمينيا وازدهارها، وبالطبع صوتُّ لسركيسيان».
وحذرت المعارضة، التي تتهم سركيسيان باستغلال موارد الدولة خلال الحملة الانتخابية، بأنها ستدعو مناصريها إلى النزول إلى الشارع في حال حصول عمليات تزوير أثناء عمليات الاقتراع.
وشدّد بتروسيان على ثقته بربح الجولة الأولى من الانتخابات، وقال: «اقترعت لمصلحة الحرية». ولفت الرئيس السابق إلى «أن هناك المئات، بل آلاف الانتهاكات. ووفقاً لمعلوماتي، أشياء قذرة تم القيام بها».
وافاد استطلاع للرأي أجراه التلفزيون الأرمني الرسمي لدى خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع، بأن سركيسيان انتخب رئيساً لأرمينيا من الدورة الأولى للانتخابات بحصوله على 57.1 في المئة من الأصوات. وجاء في المرتبة الثانية المرشح ليفون تر بتروسيان بـ 17.4 في المئة، يليه أرتور بغداساريان الذي جمع 14.6 في المئة.
وإذا صحّ الاستطلاع، فلن تكون هناك ضرورة للذهاب إلى دورة ثانية بين أوّل مرشّحين، بعدما كانت استطلاعات سابقة قد استبعدت تخطّي أي من المرشحين نسبة الـ 50 في المئة المطلوبة للنجاح من الدورة الأولى.
وأحيّت عودة ليفون تير بتروسيان، بعد صمت قارب عشر سنوات، المنافسة في الانتخابات، بعدما أعادت خلط الأوراق وقلب موازين الحملة، إذ تمكن منذ ذلك الحين من جمع عشرات آلاف الأنصار أثناء التظاهرات.
وتختلف نظرة كل من المرشحين الرئاسيين في مقاربة ملف ناغورني كارباخ الذي انفجر الخلاف حوله في الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي. ويتوقع أن يستمر سركيسيان، الذي ينحدر من إقليم ناغورني كارباخ الانفصالي في أذربيجان، في مجال السياسة الخارجية على نهج سلفه الذي يقيم علاقات وثيقة مع موسكو، فيما تتميز علاقاته مع البلدين المجاورين، أذربيجان وتركيا، بالبرودة، ما جعل أرمينيا في عهد كوتشاريان تعيش في حالة عزلة.
ويبدو سركيسيان أقل رغبةً في التسوية من تير بتروسيان، الذي يظهر مرونة تجاه تركيا رغم الخلاف التاريخي الذي يعود إلى المجازر التي تعرض لها الأرمن إبان حكم السلطنة العثمانية، وتجاه أذربيجان التي خاضت حرباً مع أرمينيا بسبب ناغورني كاراباخ.
(أب، أ ف ب، رويترز)