وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بـ«جرثومة قذرة» و«حيوان متوحش»، مشيراً الى اغتيال الشهيد عماد مغنية «المجاهد والشجاع»، فيما قرّرت الدولة العبرية القيام بحملة إعلامية في أوروبا، تستهدف تشديد الضغط الدولي على إيران، ومنعها من مواصلة تطوير برنامجها النووي.وخلال تجمُّع شعبي في مدينة بندر عباس الساحلية (جنوب إيران)، قال الرئيس الإيراني إن «قوى العالم أنشأت جرثومة قذرة سوداء تُدعى الكيان الصهيوني وأطلقت لها العنان كحيوان متوحش لتتمكن من فرض سياساتها على الشعوب وتزيد من مبيعات أسلحتها الى دول المنطقة». وأضاف نجاد أن «جرثومة الفساد هذه قامت باغتيال إنسان وطني مجاهد وشجاع (عماد مغنية) كسر هيبة الصهاينة، ثم احتفلت بهذه المناسبة شامتة باستشهاد هذا البطل».
واتهم نجاد «الدول الاستكبارية بالتخطيط لشن حروب جديدة في الشرق الأوسط».
من جهة أخرى، جدَّد نجاد، في خطابه، التأكيد أن إيران لن تتخلَّى عن برنامجها النووي، مشدداً على أن «الشعب الإيراني لن تسمح لأي قوة بأن تدوس على أصغر حق (من حقوقها الوطنية)».
وطالب نجاد الدول الغربية بأن «تذعن لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مؤكداً «رفض طهران للقرارات الظالمة».
وفي السياق، وجَّه مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد خزائي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإلى مجلس الأمن الدولي يستنكر فيها بشدة التهديدات الإسرائيلية لبلاده، ويتهم إسرائيل بالتبييت للعدوان على إيران، وبممارسة كل أشكال الخرق لحقوق الإنسان الفلسطيني، بما في ذلك «احتلال الأرض والإبادة الجماعية والتطهير العرقي». وقال إن تهديدات إسرائيل بالاعتداء على بلاده بحجة ملفها النووي «غير مقبولة أو مبررة»، مشيراً إلى أنها خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة، مطالباً بردّ عاجل حاسم عليها ولا سيما من مجلس الأمن الدولي.
في هذا الوقت، قررت إسرائيل استباق اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة، المزمع عقده في نيسان المقبل لمناقشة تقرير جديد (متوقع صدوره غداً عن الوكالة) عن البرنامج النووي الايراني. وأرسلت وفوداً من الكنيست للقيام بحملة إعلامية في أوروبا، تستهدف تشديد الضغط الدولي على إيران.
وقالت صحيفة «هآرتس» أمس إن التحرك الإسرائيلي جاء في أعقاب استشارات أجرتها وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، قبل أسابيع مع رئيسة الكنيست داليا ايتسيك ورئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية تساحي هانغبي «تقرر بموجبها تجنيد أعضاء من الكنيست يسعون لإقناع الدول الأوروبية بضرورة مواصلة الضغط على إيران، إضافة إلى إيجاد توازن تجاه تقرير الاستخبارات الاميركية، الذي حدّد أن إيران أوقفت برنامجها النووي» العسكري.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، للصحيفة، إن الوزارة «جنّدت أعضاء كنيست يملكون خبرة ومعلومات في المجال السياسي والأمني، ولديهم علاقات جيدة مع مسؤولين في أوروبا»، مشيراً إلى أن «الوزارة والكنيست أصرا على إرسال أعضاء كنيست من الائتلاف ومن المعارضة للقيام بالمهمة، إذ من المهم أن تلمس أوروبا وجود إجماع إسرائيلي في هذا الموضوع».
من جهتها، أشارت الإذاعة الاسرائيلية العامة إلى أن النواب الاسرائيليين «وكلهم أعضاء في لجنة الخارجية والأمن، سيتوجهون تباعاً إلى عواصم مختلفة في أوروبا، في مسعى لفرض عقوبات إضافية على طهران، من بينها منع إيران من التزوُّد بالتكنولوجيا والمعدات التي تمكّنها من تطوير حقول الغاز في أراضيها»، مضيفة ان «الجهد سيتركز على ألمانيا والنمسا».
وسيتولى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق افرايم سنيه من حزب العمل، مهمة إقناع المسؤولين النمساويين «بخطورة الصفقة المتبلورة مع الإيرانيين»، بينما يقوم رئيس حزب ميرتس اليساري، يوسي بيلين، بمهمة إجراء محادثات مع رؤساء الاحزاب اليسارية الألمانية، وهو شدد على «أن امتلاك إيران للسلاح النووي، يحول دون أي تقدم سياسي».
ومن بين أعضاء الكنيست الذين سيتوجهون إلى عواصم أوروبية قريباً: وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم (الليكود) الذي سيزور العاصمة البريطانية لندن، وعضوا الكنيست يوفال شطاينتس (ليكود) ورئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم (العمل)، اللذان سيتوجهان إلى العاصمة المجرية بودابست، إضافة إلى جدعون ساعر (الليكود) وتساحي هانغبي ويتسحاق بن يشاي (كاديما) الذين سيتوجهون إلى عواصم أوروبية اخرى.
إلى ذلك، قالت رئيسة الكنيست أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في القدس، أول من أمس، إن «العد التنازلي لإنجاز البرنامج النووي الايراني قد بدأ».
(مهر، أ ف ب، رويترز، الأخبار)