نيويورك ــ نزار عبود
إسرائيل تستعجل ألمانيا مدّها بغوّاصتي «دولفين»


ربط مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، أمس، زيارة رئيس الوزراء إيهود أولمرت إلى ألمانيا ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى سنغافورة، بـ«الاستعدادات للحرب المحيقة بالمنطقة»، التي من الممكن أن تكون «الأكبر والأصعب في تاريخ الشرق الأوسط، ولن تُعرف نتائجها إلا في ساعتها الأخيرة».
وقال المصدر، لـ«الأخبار»، إن أولمرت «استعجل ألمانيا تسليم غواصتين نوويتين من طراز دولفين أوصت عليهما إسرائيل في آب 2006»، فيما بحث باراك في سنغافورة التعاون العسكري والاستخباري الثنائي الوثيق الصلة بالنزاع في الشرق الأوسط، ولا سيما أن إسرائيل هي التي أشرفت على تدريب وتجهيز جيش سنغافورة، التي تضمّ أكبر مركز استخباري في المنطقة يتولى مراقبة نشاطات «الجماعات الإرهابية» وحركتها بين الشرق الأوسط ودول إسلامية كبرى، في مقدّمها إندونيسيا وماليزيا.
وأشار المصدر إلى أن «الولايات المتحدة عمّقت حوض قاعدة السفن الحربية في سنغافورة عام 2000، بحيث أصبح قادراً على استقبال حاملات الطائرات العملاقة، فيما تتولى إسرائيل بصمت تدريب أطقم الطائرات الحربية السنغافورية وإمداد جيشها بأحدث التقنيات الأميركية بعقود تدر على إسرائيل مليارات الدولارات».
ورأى الدبلوماسي أن «سنغافورة قد تؤدي دوراً رئيسياً كقاعدة أميركية ــــ إسرائيلية في أي حرب مقبلة، ولا سيما لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وبذلك تستطيع أن توسع دائرة الحرب لإبعاد الرد الإيراني عن إسرائيل نفسها، رغم أن لدى إيران صواريخ بالستية قادرة على الوصول إلى سنغافورة». ورأى أن «الإدارة الأميركية ترغب في التصعيد العسكري في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن، نظراً إلى نفاد الوقت الباقي من ولاية الرئيس جورج بوش لإعادة تكوين المنطقة سياسياً، بما يضمن لإسرائيل الهيمنة عليها لفترة مئة سنة مقبلة».
وأضاف المصدر أن «ما يشجّع الأميركيين على سلوك هذا التوجه هو تزايد عدد الحلفاء المحليين في الشرق الأوسط، إلى جانب إنشاء القاعدة البحرية الفرنسية المستحدثة في أبو ظبي، وتماهي السياسة الخارجية الفرنسية مع الأميركية». كما أن «دائرة المتآمرين العرب توسّعت كثيراً، وباتوا لا يكتفون بالتلميح والهمس، بل يتطوعون ويسهمون ويموّلون الحرب التي يرونها حربهم المشتركة».

حسابات نووية

وحسب اعتقاد الدبلوماسي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإن «الحرب الأميركية ــــ الإسرائيلية ــــ العربية ستستهدف بالدرجة الأولى إيران ولبنان، ولن تستثني سوريا». ولا يُستبعد استخدام كل أنواع الأسلحة ضمن ساحة الصراع، مشيراً إلى أنه «إذا كان استخدام الأسلحة النووية مستحيلاً في بلاد الشام للأسباب الجغرافية، يعتقد بأن ضربات نووية لن تكون مستبعدة في شمال إيران بعيداً عن إسرائيل والدول الخليجية الحليفة».

الغواصتان الألمانيتان

ورأى المصدر نفسه أن «الغواصتين الألمانيتين ضروريتان لإسرائيل في مواجهة تعاظم القوة البحرية لإيران، التي اشترت غواصتين من روسيا في 1993 من طراز كيلو، فضلاً عن ثماني غواصات كورية شمالية، واستطاعت أن تنتج في تشرين الثاني الماضي غواصات من طراز غدير قادرة على التملص من أجهزة الرادار والرصد الصوتي، وعلى إطلاق الطوربيدات البحرية وقصف أهداف برية».
والغواصتان الألمانيتان ستمثّلان أكبر تهديد لإيران. فهما من إنتاج شركة «هوفالتسفيركيه دويتش فيرفت» العملاقة، وتُعدّان أكثر تطوراً من ثلاث غواصات من الطراز نفسه تسلمتها إسرائيل من ألمانيا في أواسط التسعينيات. إذ تستطيعان المكوث لفترة طويلة تحت سطح الماء، وتتّسمان بالحركة الصامتة. وإلى جانبهما، ثبّتت إسرائيل في قعر البحر، العام الماضي، جهازاً قادراً على رصد الغواصات صوتياً كرد على الشعور باقتراب غواصة من سواحلها في 2005.
وكانت ألمانيا قد قدمت لإسرائيل عام 1992 غواصتين مجانيّتين من طراز «دولفين»، وباعتها ثالثة بسعر مخفوض. وتستطيع الغواصات القديمة قطع مسافة 4500 كيلومتر بسرعة قصوى تصل إلى عشرين عقدة في الساعة، وتنقل عشرة ركاب فضلاً عن 35 ملاحاً ومهندساً، حسب مجلة «جينس دفنس» الدفاعية المتخصصة. أما الغواصتان الجديدتان، فتتمعان بمدى أطول، وتصل كلفتهما المخفوضة إلى 1.27 مليار دولار.