قد يكون يوم غد أو بعد غد على أبعد تقدير، موعداً مفصليّاً، ليس للشعب العراقي فحسب، بل بالنسبة إلى الاحتلال أيضاً، بعد تحديد يوم السبت المقبل، موعداً نهائياً لإعلان السيّد مقتدى الصدر بياناً يقرّر فيه مصير تجميد نشاطات «جيش المهدي»، مع فتح المتحدّث باسمه، الشيخ صلاح العبيدي، الباب أمام احتمال أن يلغي الصدر قرار التجميد، ما سيعيد آلاف عناصر الميليشيا التابعة للتيار الصدري إلى شوارع المواجهات الطائفيّة، وإلى ساحات المعارك ضدّ القوات الحكوميّة والأميركية.ونظراً إلى أنّ الاحتلال سبق أن اعترف مراراً، بأنّ قرار تجميد «جيش المهدي» كان عاملاً مهمّاً في انخفاض مستوى العنف في بلاد الرافدين في الأشهر الستّة الماضية، يصبح القرار المنتظر صدوره مصيريّاً بالنسبة إلى القوات الأميركية. وعزا العبيدي احتمال عودة التيّار عن مهادنة الاحتلال، إلى الاعتقالات الاستفزازيّة الكثيفة التي يتعرّض لها مناصروه في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في مدينة الصدر، وفي مناطق الجنوب. ويأتي هذا التهديد بعد يومين من وقف تنفيذ اتفاق التهدئة الذي سبق أن وقّعه الصدر مع السيد عبد العزيز الحكيم قبل نحو 4 أشهر. وأكّد العبيدي أنّ السيّد مقتدى سيصدر بياناً في 23 شباط «كحدّ أقصى» بشأن ما إذا كان سيجدّد الهدنة أو يلغيها. وأوضح أنّه «إذا لم يصدر البيان في هذا التاريخ، ستُعَدّ الهدنة ملغاة». وفي السياق، رجّح مسؤول رفيع المستوى في مكتب الصدر في البصرة، أن يكون زعيمه قد قرّر الإعلان غداً عن «رفع جزئي للهدنة».
من جهة أخرى، لم يصمد نفي وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني، أن تكون إيران قد سيطرت على حقول نفطية عراقية مشتركة، أكثر من أسبوعين. واتّهم الشهرستاني، حرس الحدود الإيرانيين بمنع الفنيّين العراقيّين من تأهيل حقل نفطي مشترك بين البلدين هو حقل «أبو غرب» في محافظة ميسان جنوب العراق، ملمّحاً إلى استغلال الجمهورية الإسلامية لهذا الحقل على حساب بلاده.
ميدانيّاً، قُتل ثلاثة جنود أميركيّين في شمال غرب بغداد، بينما سقط أكثر من 30 عراقياً في تلّعفر والمقدادية وديالى.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)