strong>بعد فوزها في الانتخابات التشريعية، تستعدّ المعارضة الباكستانية لتأليف «حكومة وحدة وطنية»، فيما ردّ الرئيس برويز مشرّف على المطالبين باستقالته بأنّه باقٍ حتى نهاية ولايته في عام 2012
أعلن رئيس حزب «الشعب» الباكستاني بالنيابة، آصف علي زرداري، أن الحكومة المقبلة ستكون «حكومة ائتلاف»، على الأرجح سيكون رئيسها من حزبه. وأوضح أنها لن تتضمن حزب «الرابطة الإسلامية» جناح قائد أعظم الحاكمة، إلا أنّه رحّب بـ«حركة القائمة المتحدة» الموالية لمشرّف بأن تكون شريكاً في «الحكومة الوطنية المقبلة»، لكنّه لم يتطرّق إلى مسألة بقاء مشرّف في السلطة.
ومن المرتقب أن يلتقي رئيس الحكومة السابقة نوّاز شريف مع زرداري قريباً من أجل التباحث في مختلف القضايا الأساسية من أجل تأليف حكومة الائتلاف. وقال المتحدّث باسم حزب شريف، صادق الفاروق، إنهم «سيدعمون زرداري من أجل تأليف حكومة مستقرة، ولن يسعوا إلى مركز في الحكومة»، معلناً أنّ المطالب الأساسية لحزبه تتمثل في «إعادة القضاة إلى مناصبهم، وإلغاء التعديلات الدستورية التي سبق أن أقرّها مشرّف».
في المقابل، سيُعير حزب شريف انتباهه إلى مقاطعة البنجاب، التي حقق فيه المركز الأول، ليؤلف فيها الحكومة المحلية، ويترك إدارة الحكومة الفدرالية لحزب «الشعب».
وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال مشرّف إنه غير مستعد للاستقالة بعد. وعما إن كان بمقدوره العمل مع نوّاز شريف، أجاب «الحكومة يديرها رئيس الوزراء، وليس من صلاحيات الرئيس مشاركة سلطات الحكم مع رئيس الوزراء»، مضيفاً أنّ «الصدام يقع إن حاول كل من رئيس الوزراء والرئيس أن يتخلّص من الآخر. وآمل أن نتجنب هذه المصادمات».
من جهته، أعلن المتحدّث باسم مشرّف، رشيد قريشي، أنّ «الرئيس ينوي أن يتعاون مع الحكومة الجديدة وأنه سيُكمل ولايته التي تنتهي عام 2012».
ورغم أنّها لم تشارك في الانتخابات، إلاّ أنّ حركة رجال القانون قرّرت متابعة معركتها في الشارع، وحذّرت من تظاهرات شعبية عارمة في العاصمة إسلام آباد إذا لم تتم إعادة القضاة الذين أقالهم مشرّف إلى مناصبهم. وقال رئيس نقابة المحامين، اعتزاز إحسان، من داخل مقرّ إقامته الجبرية في لاهور «إذا ظنّ البرلمانيون أنّهم يستطيعون تجاهل القضية، فإن المحامين لن يتجاهلوها، وسنطلق مسيرات في إسلام آباد في كل الاتجاهات».
وطلب اعتزاز من الجنرال السابق أن يستقيل لأن «لا خيار أمامه سوى ذلك»، وتوجّه إلى حلفاء مشرّف الغربيين، قائلاً «اعلموا أن هذا الرجل هو أكثر الرجال كُرهاً في هذا البلد».
ورحّب الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال زيارة له إلى غانا، بنتيجة الانتخابات التي وصفها بأنّها «انتصار في الحرب على الإرهاب»، كما اعتبرها «انتخابات عادلة، عبّر الشعب من خلالها عن اختياره». وأضاف «الآن يأتي دور الرفاق المنتخبين لتأليف الحكومة»، متسائلاً «هل سيكونون أصدقاء الولايات المتحدة؟». وأضاف «آمل ذلك بالتأكيد».
وعلى الرغم من هزيمة الحزب الحاكم في الانتخابات، إلا أنّ المراقبين الدوليين ألقوا بالشك على نزاهة الانتخابات. واعتبر مراقبو الاتحاد الأوروبي أن السلطات عملت لمصلحة الحزب الموالي لمشرّف في عملية الاقتراع. وقال رئيس الفريق ميشال غاهلير «ساحة الانتخابات لم تكن متساوية حيث كانت السلطات محابية للحزب الحاكم»، إلا أنّه أعرب عن تقديره لسير العملية الانتخابية بالمجمل يوم الاقتراع رغم بعض الثغرات في النظام والترتيبات.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)