لا تزال ردود الفعل على تنحّي الرئيس الكوبي فيديل كاسترو تتوالى، قبل أيام قليلة من الانتخابات التي قد تتمخّض عن اختيار خليفة للزعيم الشيوعي الذي حكم الجزيرة الكاريبية قرابة نصف قرن.وكان أبرز المواقف من أميركا اللاتينية، حيث رأى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن الثورة الكوبية «لا تعتمد على شخص واحد أو وضع أو ظروف». وقال، خلال تدشين مستشفى في العاصمة كراكاس، إن كاسترو «لم يتعاف كلياً» من مشاكله الصحية، وإنه قام عبر قراره التخلّي عن السلطة «ببادرة تشرّفه، وتُمثِّل درساً لكل هؤلاء الذين يتهمون أشخاصاً مثل فيديل كاسترو بالتمسك بالسلطة».
من ناحيته، رأى وزير خارجية نيكاراغوا، صامويل سانتوس، أن كاسترو «واحد من أكبر الشخصيات في تاريخ البشرية». وأضاف أن كاسترو «كان كبيراً، وانسحب كبيراً». في هذا الوقت، أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، ميغيل اينسولزا، بعد إعلان فيديل كاسترو تنحّيه عن الرئاسة، أن التغيير السياسي في كوبا يجب أن يكون ثمرة نقاش داخلي بين الكوبيين.
وقال اينسولزا «نريد أن يجرى حوار سياسي ونقاش داخلي في كوبا، يمكن أن تحصل التغييرات من خلاله ... حوار ديموقراطي وسلمي بين الكوبيين، على ألاَّ تحصل محاولة للتشجيع عليه من الخارج ...وسيكون من الخطأ السعي إلى تسريع التغييرات أو التحريض عليها».
وأوضح اينسولزا «أن كثيراً من الأمور يمكن أن تحصل في كوبا، والأمر الوحيد الذي آمله هو أن تحصل هذه الأمور بهدوء».
وفي ما يتعلق بالحظر الأميركي على كوبا، قال اينسولزا إن كاسترو تحدَّى تسعة رؤساء أميركيين، وإن المشاكل الصحية هي التي تغلّبت عليه، مضيفاً: «لم أعتقد أبداً بأن الحظر كان نافعاً من وجهة نظر الفعالية، ولا أعتقد بأنه كان مفيداً جداً. وأرى أنه يجب أن يحملنا على
التفكير».
(أ ف ب)