واشنطن ــ محمد سعيد
عزّز باراك أوباما انتصاراته على منافسته العنيدة هيلاري كلينتون في السباق لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسيّة، متوّجاً مسيرة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بالفوز العاشر له على التوالي في المجالس الانتخابية في ولاية هاواي (مسقط رأسه)، بعدما حصل على 58 في المئة من أصوات الناخبين في ويسكونسن، مقابل 41 في المئة لكلينتون.
ويعزو خبراء فوز أوباما الحاسم في ويسكونسن إلى الزخم القوي الذي يتمتع به والدعم الكبير من الليبراليين الديموقراطيين المتمركزين في محيط عاصمة الولاية، ماديسون. وذلك رغم الإنفاق الضخم لهيلاري على الدعاية الانتخابية في الولاية.
وبهذا الفوز يصبح عدد مندوبي أوباما حتى الآن نحو 1150 مندوباً منتخباً إلى جانب 169 من المندوبين الكبار، مقابل 1006 مندوبين منتخبين لهيلاري و239 من المندوبين الكبار، فيما يحتاج مرشّح الحزب الديموقراطي إلى 2025 صوتاً ليحصل على المباركة لخوض انتخابات الرئاسة.
كما يثبت فوز المرشّح الأسود في ويسكونسن أن تقدّمه تجاوز حاجز العنصرية القديم، إذ إن غالبيّة سكان هذه الولاية من البيض، فيما لا يشكل السود فيها أكثر من 6 في المئة.
ولم تفلح حملة هيلاري ومساعديها للتقليل من قدرات أوباما. وتجاهل الناخبون اتهاماتها له بسرقة مقتطفات من خطباء آخرين، فيما نجحت جهود أوباما في حشد جميع من اعتادوا التراخي في التصويت، حيث كان 15 في المئة ممّن أدلوا بأصواتهم له في ويسكونسن ممن يشاركون للمرة الأولى في الانتخابات.
ولا تخدم نتائج ويسكونسن مسيرة هيلاري في انتخابات 4 آذار المقبل في أوهايو (شمال) وتكساس (جنوب)، حيث سيتحتّم عليها الفوز بفارق كبير لإنقاذ حملتها الانتخابية.
كذلك فإنّ فوز المرشّح الأسود للمرة العاشرة على التوالي يؤكّد أنّ الناخب الأميركي يفضل التغيير الذي يجسّده أوباما على خبرة هيلاري.
أمّا في الجانب الجمهوري فقد فاز السيناتور جون ماكاين على منافسه، الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، في كلّ من ولايتي ويسكونسن (55 في المئة مقابل 37 في المئة) وواشنطن (49 في المئة مقابل 21 في المئة). وهو فوز دفعه إلى القول أمام أنصاره في مدينة كولومبوس في أوهايو إنّه يستطيع أن يقول «بكل ثقة وتواضع» إنّه «سيقود حزبه إلى انتخابات الرئاسة».
ويبدو أن ماكاين بدأ يستشعر خطر أوباما، فشن هجوماً عنيفاً عليه، ووصفه بأنّه طليق اللسان إلّا أنّه «أجوف»، واعداً بتقديم أكثر من مجرّد «دعوة فصيحة لكن فارغة للتغيير». وقال: «هل نغامر بمجيء زعامة مرتبكة لمرشح لا خبرة له؟». وأضاف أنّ أوباما غير متمرّس في السياسة الخارجية وأنّه أخطأ حينما هدّد بقصف باكستان، الدولة الحليفة، بالقنابل في إجراء أحادي لتعقّب فلول تنظيم «القاعدة»، عارضاً التفاوض مع إيران.
إلّا أنّ أوباما ما لبث أن ردّ على الفور ووجّه ضربة سريعة لماكاين، من خلال الإشارة إلى تأييده للسياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي جورج بوش، وتأييده لوجود عسكري أميركي طويل الأمد في العراق. وأشار إلى أنّ كلمات ماكاين تظهر بجلاء أنّه ليس «لديه أي جديد سوى جولة ثالثة من سياسات جورج بوش بما تعنيه من مزيد من الاتجار بالخوف».