strong>نجاد ينصح «من يريد التعدّي على حقوقنا» بـ«إنهاء القصة عند هذا الحد»
حمل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الأنشطة النووية الإيرانية نقاطاً إيجابية، من شأنها خلط الأوراق قبل أيام قليلة من اجتماع محتمل لمجلس الأمن يناقش مسودة مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على النظام الإسلامي. لكن في المقابل، وكعادتها، حذرت إيران القوى الغربية من أنها «لن تفعل أكثر من التسبّب بمشاكل لنفسها».
وأوضح تقرير المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، أن ايران أبدت انفتاحاً جديداً في شأن التقدُّم المُحرَز في برنامجها النووي، لكنها لم تحسم كل المسائل العالقة بحلول موعد نهائي مُتفّق عليه هذا الشهر.
وذكر التقرير أن إيران منحت مفتشي الوكالة وصولاً سعت وراءه طويلاً إلى مواقع تطوير مكوّنات نووية. وأوضحت بعد سنوات من المراوغة في الأشهر الماضية كل القضايا العالقة بشأن الأنشطة السابقة باستثناء واحدة.
لكن الوكالة أشارت، من جهة أخرى، إلى أن إيران تتفادى الردّ بشكل له معنى على معلومات استخبارية تشير إلى وجود مساعٍ سرّية لاستخدام أنشطة نووية في مجال «التسلُّح»، بربط عملية معالجة اليورانيوم واختبارات على متفجرات قوية وأعمال تصميم رأس حربي صاروخي. وأضافت أن طهران تختبر أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع عملية تخصيب اليورانيوم. وهي استنتاجات ربما تؤدي إلى عقوبات أكثر صرامة في مجلس الأمن.
وجاء في التقرير السرّي أن الوكالة «تلقّت أخيراً معلومات إضافية من إيران... ونتيجة لذلك، أصبحت معرفة الوكالة ببرنامج إيران النووي الحالي أوضح قليلاً». وأضاف التقرير «لكن هذه المعلومات تمّ توفيرها في ظروف خاصة لا بطريقة ثابتة، منتظمة وكاملة».
لكن التقرير أشار إلى أن «الوكالة لن تكون في وضع يسمح لها بتحقيق تقدم نحو تقديم تأكيدات يُعتّد بها بشأن غياب مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران إلا بعد الوصول إلى شكل من أشكال الوضوح في شأن طبيعية دراسات (التسلُّح) المزعومة ومن دون تنفيذ البروتوكول الإضافي (الذي يتيح إجراء عمليات تفتيش مفاجئة وواسعة النطاق)»، موضحاً أنه «من دون ذلك فلن يكون هناك ثقة في الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج (النووي)».
وتابع التقرير، الذي قُدّم إلى أعضاء مجلس حكّام الوكالة الـ35، أن وكالة الطاقة ستركز خلال الأسابيع المقبلة على محور النشاطات التي يمكن أن تكون لها أعراض بيئية.
في غضون ذلك، كشف دبلوماسيون في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة، لوكالة «الأسوشييتد برس»، أنّ بلادهم قدّمت معلومات إلى وكالة الطاقة عن سعي إيراني لامتلاك السلاح النووي، إلا أنّ هذه المعلومات «مشكوك بقيمتها».
وأضاف الدبلوماسيون، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية الموضوع، أنّ «طهران تأمل أن يدحض التقرير الشكوك المتعلّقة بتطوير إيران للسلاح النووي، إلا أنّ البرادعي، لن يُعلن النوايا الصافية التامة لطهران في ما يتعلّق بتطوير السلاح النووي».
وأوضح أحد الدبلوماسيين أنّ إيران رفضت طلبات الوكالة لإجراء مقابلات مع رسميين مرتبطين بالبرنامج العسكري النووي الإيراني، في إشارة إلى محسن فخري زادة المهابادي، الذي يُعرّفه مجلس الأمن الدولي على أنه عالم عسكري إيراني سبق له أن كان رئيس مركز الأبحاث الفيزيائية المدنية في طهران قبل أن يُسمح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى إيران.
وسلّمت واشنطن معلومات استخبارية إلى نائب مدير وكالة الطاقة، أولي هاينونن، الأسبوع الماضي، لكن الوكالة لا تدعم بشكل كافٍ ما تدّعيه الولايات المتحدة عن سعي طهران لامتلاك السلاح النووي.
وفي السياق، قال دبلوماسي غربي إن دبلوماسيين رفيعي المستوى من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا سيجتمعون في واشنطن يوم الاثنين المقبل لبحث الخطوات التالية في ما يتعلق بمناقشة مسودة عقوبات جديدة على إيران.
وكانت بريطانيا وفرنسا قد قدَّمتا رسمياً مشروع قرار عقوبات ثالثاً ضد إيران إلى مجلس الأمن تأملان في أن يتم التصويت عليه الأسبوع المقبل.
وفي طهران، شدّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي على أن تقرير البرادعي أشار إلى الانتهاء من موضوع أجهزة الطرد المركزي «بي 1» و «بي 2»، مضيفاً أن إعلانه بأن أجوبة إيران في هذا المجال تتطابق مع ما توصلت إليه الوكالة، يعني بأن ملف هذا الموضوع قد خُتم.
وأوضح جليلي أن «هذا التقرير مؤشّر إلى أن الكثير من نقاط الغموض التي طُرحت بزعم انحراف البرنامج النووي الإيراني كانت خاطئة، وأن الأسس المبنية على ذلك قد انهارت ومن ضمنها رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن».
من جهة ثانية، جدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تأكيده أن بلاده لن توقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وقال «تقف الأمة الإيرانية اليوم بثبات، ولن نسمح لأحد بالتعدّي على حقوقها بتاتاً». وأضاف، أمام قدامى المحاربين في محافظة هرمزكان في جنوب إيران، «أكّدتُ لوكالة الطاقة سلامة موقف الأمّة الإيرانية في كثير من تقاريرها». وحذّر نجاد القوى الغربية التي تضغط على إيران، قائلاً «من مصلحتكم إنهاء القصة عند هذا الحد».
وتابع الرئيس الإيراني «لن يتمكّنوا من فعل شيء أكثر من التسبّب بمشاكل لأنفسهم».
وأوضح نجاد أن «أميركا أصبحت دولة نووية بالحيلة والخديعة، حيث كان لديها نشاطات سرّية تحت ملعب في نيويورك، كما أن روسيا حصلت على التقنية النووية من خلال التجسّس، إلا أنها لم تعلن عن ذلك لفترة طويلة بسبب الضغوط الأميركية. كما أن هاتين الدولتين مارستا ضغوطاً كبيرة على أوروبا، التي ناضلت طيلة 12 سنة إلى أن أصبحت بعض دولها نووية وذلك بعدما تعهّدت بالتزامات باهظة، ومنها أن تكون خادمة للصهاينة».
وتابع نجاد أنه خلال السنتين والنصف الماضية «لم يتعهد الشعب الإيراني بأي التزامات كبيرة، فضلاً عن أنه ألغى بعض التنازلات التي قدّمتها إيران سابقاً، والآن فإن الجميع أذعنوا لهذا الإنجاز الإيراني».
وبشأن تساؤل البعض «في الداخل والخارج عن سبب دفاع طهران عن فلسطين وانتقادها للصهاينة في ما يتعلق بالموضوع النووي»، أشار نجاد إلى أن «الجواب الذي أصبح ممكناً طرحه للعلن هو أن نقطة ضعف الأعداء تتجسد في التساؤل عن فلسفة وجود الكيان الصهيوني، لأن الشعوب الغربية لا ترضى بأن تذهب الضرائب التي يتحملونها إلى دعم الصهاينة ليرتكبوا جرائمهم».
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجّار، خلال تسلُّم الوحدات البحرية الإيرانية، أن قوّات بلاده المسلّحة تقوم بالحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج، وأنّها لن تسمح للقوّات الأجنبية بالإخلال في أمن واستقرار المنطقة وخاصة في مضيق هرمز.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر، إرنا، يو بي آي)



الوكالة لن تكون في وضع يسمح لها بتحقيق تقدم نحو تقديم تأكيدات يُعتّد بها بشأن غياب مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران إلا بعد الوصول إلى شكل من أشكال الوضوح في شأن طبيعية دراسات (التسلُّح) المزعومة ومن دون تنفيذ البروتوكول الإضافي. من دون ذلك فلن تكون هناك ثقة في الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج