مع بدء العد العكسي للانتخابات التمهيدية التي ستجري في ولايتي أوهايو وتكساس في الرابع من الشهر المقبل، صعّدت السيدة الأولى السابقة، هيلاري كلينتون، من لهجتها حيال منافسها سيناتور إيلينوي، باراك أوباما، متهمةً إياه بـ«انتحال السياسة»، وبأنه «مزيّف».وعرضت كلينتون، طوال ساعة ونصف في مناظرة تلفزيونية، أول من أمس، كل ما تختلف فيه عن أوباما. وأكدت أنها سترفض في حال انتخابها الجلوس مع راوول كاسترو، ما لم يقم بإصلاحات سياسية واقتصادية، في وقت رحّب أوباما باللقاء من دون شروط مسبقة، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لا تتحدث مع أصدقائها فقط».
وانتقدت كلينتون أوباما لاستخدامه عبارات استخدمها من قبل صديقه وحليفه حاكم ماساتشوستس ديفال باتريك في حملة انتخابية سابقة. وقالت: «هذه الواقعة تلقي شكوكاً على صدقية بلاغة أوباما». وأضافت: «إذا كان ترشيحك قائماً على كلمات، عندها يجب أن تكون كلماتك الخاصة. فأَخْذُ مقاطع من خطب شخص آخر لا ينم عن تغيير جدير بالصدقية». وتابعت، فيما أبدى الحضور بوادر انزعاج، «إنه تغيير من طراز زيروكس»، في إشارة إلى الآلات الناسخة. وقبيل انتهاء المناظرة، بادرت كلينتون إلى مصافحة سيناتور إيلينوي. وقالت: «مهما جرى في هذا السباق، فإنه أمر مشرّف لي أن أكون هنا مع باراك أوباما».
بدوره، رفض أوباما التعليق على اتهامات كلينتون. وقال: «ليس علينا تمضية الوقت في تمزيق بعضنا بعضاً، علينا الاستفادة من الوقت للنهوض بالبلاد». وأضاف أن «فكرة أن أكون قد سرقت مقاطع من شخص هو أحد مديري حملتي الانتخابية، الذي يعطيني الخطوط العريضة لخطاباتي، أمر أحمق بكل بساطة».
وقال أوباما إنه «إذا لم نتمكن من إلهام الأميركيين ودفعهم لتخطي الانقسامات العرقية والدينية، سنظل نرى في واشنطن هذه الطرقات المسدودة وهذا العجز الذي يلحق المعاناة بأعداد كبيرة من العائلات».
وبعدما حقق أوباما 11 فوزاً متتالياً منذ «الثلاثاء الكبير» في 5 شباط، بات على كلينتون أن تنتصر بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية المقررة في 4 آذار في تكساس وأوهايو، إذا أرادت الاحتفاظ بفرص ترشيح الحزب الديموقراطي لها في تشرين الثاني المقبل.
إلا أن استطلاعاً للرأي، توقّع أن تكون المنافسة على أشدّها في الولايتين، إذ عكست نتائجه تعادل كلينتون وأوباما في تكساس (48 في المئة و47 في المئة من نوايا التصويت على التوالي) وفوزها عليه بفارق بسيط في أوهايو (50 في المئة في مقابل 43 في المئة).
(أب، أ ف ب)