غزة ــ رائد لافي
استشهد 3 فلسطينيين في عمليات قصف مدفعي إسرائيلي في غزة، أمس، ومريضان جرّاء الحصار المفروض على القطاع، فيما حذّرت حركة «حماس» من أنّ بلدة سديروت ستبقى هدفاً للصواريخ التي يطلقها المقاومون. تحذير تزامن مع حديث عن دعوات إسرائيليّة إلى حوار مع الحركة الإسلامية.
وقتلت قوّات الاحتلال محمد طلال الزعانين (20 عاماً) وإبراهيم أبو جراد (23 عاماً) ومحمد إبراهيم حسنين (23 عاماً)، عندما استهدفتهم بقذيفة مدفعية في بلدة بيت حانون شمال القطاع.
كما استشهد أحمد لبد (47 عاماً) ومحمد الهندي (52 عاماً) جرّاء منعهما من مغادرة القطاع لتلقّي العلاج في الخارج في ظل الحصار الخانق وإغلاق المعابر، ليرتفع إلى 101 عدد المرضى الذين توفّوا جرّاء الحصار.
في هذا الوقت، حذّرت «كتائب القسام» من أنّ بلدة «سديروت» الإسرائيلية ستظلّ «هدفاً مشروعاً» لمقاتليها «كبقية المستوطنات والمواقع الصهيونية المحيطة بقطاع غزة». وقال المتحدّث باسم الكتائب، أبو عبيدة، «إذا كان المغتصبون في سديروت يرغبون في العيش بسلام وأمان واستقرار، فهذا حلم بعيد المنال ولن يكون ما دام أبناء شعبنا يُقتلون وتقصف منازلهم فوق رؤوسهم ويغتالون في سياراتهم وبيوتهم وشوارع مدنهم ومخيماتهم».
وكان عمدة بلدة سديروت الإسرائيلي اليميني إيلي مويال قد كشف، حسبما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانيّة، عن أنّ وسيطاً إسرائيلياً كان قد عرض عليه التفاوض مع مسؤولين من «حماس» في القاهرة لوقف هجمات مقاوميها، مشدداً على أنه مستعد للتفاوض مع الحركة الإسلامية من أجل إنقاذ أرواح المدنيين.
غير أنّ الصحف الإسرائيليّة نقلت عن مويال نفيه لما أوردته «الغارديان»، حيث شدّد على «أنّني لم أقل أبداً إنّه يجب الحديث مع حماس، بل قلت في المقابلة عكس ذلك تماماً وإنه يحظر التحدث مع إرهابيين».
وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست، عامير بيرتس، إنّ على إسرائيل «التحدث مع حماس» في قطاع غزة. ورأى أنّه لا يمكن تجاهل قوة «حماس» في المجتمع الفلسطيني. «ففي نهاية المطاف، حماس هي مُركب مركزي في السلطة الفلسطينية ولا يوجد سبب يدعو لرفض الحديث معها، وهذا طبعاً بشرط أن يتحدّثوا معنا».
وتأتي دعوات الحوار، بعدما صادقت الحكومة الإسرائيليّة على خطة تحصين آلاف المنازل في جنوب إسرائيل، ورصدت لهذه المهمة 327 مليون شيكل، على أنّ تتولّى مسؤوليّة تنفيذ هذه الخطة لجنة برئاسة المدير العام لوزارة البناء والإسكان، تقدم تقاريرها إلى الحكومة كل 3 أشهر عن مدى تقدّمها في تنفيذ المشروع.
من جهة ثانية، قال رئيس شعبة الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي اللواء اليعزر شطيرن إنه «لا يجب على إسرائيل إعادة جنديّها الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط بأي ثمن». وقال إن «تجربة الماضي تدل على أنه إذا أطلقنا سراح قتلة فإنهم يعاودون القتل ويجب وضع حد لذلك».
إلى ذلك، وبعد شهور من التأخير، شكل الإسرائيليون والفلسطينيّون فرقاً من خبراء حكوميين لمحاولة إحداث انطلاقة في محادثات السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أريي ميكيل، إنّ هذه الفرق ستركّز على مجموعة القضايا الخاصّة من الأمن إلى التجارة، إلى استخدامات المياه التي ستشكل جزءاً من أي اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية.