تجنّب البيان السعودي الصادر عن القمّة السعودية ـــــ المصرية في الرياض، أمس، التطرق إلى القمّة العربية المقرّرة في دمشق الشهر المقبل، رغم أن الحديث قبل زيارة الرئيس المصري إلى المملكة كان يصبّ على «التشاور حول القمّة»، التي دعا حسني مبارك إلى «تعزيز التضامن العربي قبل انعقادها».وقال مصدر رسمي سعودي، في بيان عقب لقاء مبارك والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، إن الزعيمين «بحثا الأزمة الحالية في لبنان والجهود العربية المبذولة للإسهام في إيجاد حل لهذه الأزمة». وشملت المباحثات كذلك تطورات القضية الفلسطينية والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ومعاناته من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، إضافة إلى الوضع في العراق وأهمية الحفاظ على أمنه ووحدته وسيادته على أراضيه.
وكانت مصادر دبلوماسية قد قالت إن الملك السعودي سيتشاور مع الرئيس المصري «حول القمة العربية المقبلة في دمشق وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة والوضع في العراق، إضافة إلى الملف النووي الإيراني».
وكان مبارك قد دعا، في مقابلة مع صحيفة «الرياض» السعودية أمس، الى «تعزيز التضامن العربي وتحقيق التوافق على المشكلات وخصوصاً بشأن الأزمة اللبنانية». وقال إن «الجامعة العربية هي مظلة العمل العربي المشترك وليس أمام العرب إلا تعزيز تضامنهم في مواجهة ما تشهده المنطقة من أزمات وتحديات». وأضاف «لن يكتمل تحقيق هذا التضامن سوى بالالتزام بتحقيق توافق عربي على قضايانا ومشكلاتنا بعيداً عن أي أجندات أو تدخلات تأتي من خارج منطقتنا العربية».
ودعا مبارك الى الالتزام «بصدق» بالقرارات العربية، بما فيها المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل. وقال إن «المطلوب أيضاً هو صدق الالتزام بتنفيذ ما نخلص اليه من قرارات في إطار العمل العربي المشترك». وأضاف إن «وزراء الخارجية العرب اتفقوا على مبادرة عربية بشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان باتت هي المبادرة الوحيدة المطروحة بعد فشل العديد من المبادرات التي جاءت من خارج المنطقة». وأضاف «بدلاً من المضي في تنفيذها، ضاع الكثير من الوقت في محاولة تفسيرها وتحميلها أكثر مما تطيق».
في هذا الوقت، أعلن مصدر دبلوماسي عربي في الرياض، أمس، أن الملك الأردني عبد الله الثاني سيزور السعودية الأربعاء للتشاور مع نظيره السعودي حول القمة العربية المقبلة في دمشق.
وفي السياق، دعت صحيفة «الدستور»، شبه الحكومية الأردنية، القادة العرب الى عقد القمة العربية المقبلة في دمشق و«عدم إرجائها أو إلغائها» بحجة أن التطورات السياسية المحلية والإقليمية والدولية «تحول دون نجاح هذه القمة».
وقالت الصحيفة، في تعليق، إن «النظرية التي تنادي بإرجاء عقد القمة أو إلغائها بحجة أن التطورات السياسية المحلية والإقليمية والدولية تحول دون نجاح هذه القمة... هي نظرية عقيمة وفاشلة». وأضافت إن «الواقع هو العكس لذلك تماماً، إذ إن كثرة المشكلات وتعقدها هي التي تبرز أهمية انعقاد هذه القمة من أجل معالجة هذه الصعاب والمشكلات قبل استفحالها».
وتساءلت الصحيفة «إن لم تعقد القمة وسط أجواء إنذارات وقوع حربين أهليتين في لبنان وفلسطين واحتمالات ضياع العراق للأبد. إن لم تعقد القمة وسط هذا الظلام السياسي فمتى ستعقد إذاً؟». وخلصت إلى أنه «لا عذر هناك لأي دولة ستقاطع المؤتمر».
إلى ذلك، شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه نظيره الألماني السابق يوشكا فيشر في دمشق، على سعي بلاده لتحقيق السلام الشامل والعادل. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المعلم أكد لفيشر «حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
(أ ف ب، يو بي آي، واس)