تجدّد الجدل بشأن كوسوفو على الجبهة الأميركية ــــ الروسية، أمس، في وقت أعلنت فيه بعثة الاتحاد الأوروبي المدنية في الإقليم سحب موظفيها من قسمه الشمالي، الذي يهيمن عليه الصرب، في خطوة تزيد من احتمالات تقسيم الدولة الجديدة.ورداً على اتهام واشنطن لموسكو بـ«الاستخفاف السياسي» في ملف كوسوفو، رأت وزارة الخارجية الروسية أن الدعم الأميركي لألبان الإقليم دليل على «الوقاحة الفاضحة»، و«اللامبالاة حيال مصير مئات آلاف الصرب الذين دُفع بهم في القرن الحادي والعشرين إلى الإقامة في غيتوات».
كذلك جاء في بيان للوزارة، استبق زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف إلى بلغراد، «أوليس من قبيل الاستخفاف إذلال الشعب الصربي علناً وربط موافقة الصرب على تقسيم صربيا بمشاريع (بلغراد) الأوروبية الأطلسية؟».
في هذا الوقت، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمساعدة كوسوفو على الاستقلال، بيتر فيث، انسحاب موظفي البعثة من شمال البلاد، بسبب مخاوف أمنية، في ظلّ استمرار التظاهرات الصربية الصاخبة في مدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا. وبشأن احتمالات اتجاه الإقليم نحو التقسيم أجاب: «أنا لا أعتقد ذلك. كل الأطراف يجب أن تظهر ضبط النفس وتبدي احتراماً لثقافة الطرف الآخر وديانته وقيمه العرقية».
في المقابل، أكد رئيس المجلس الصربي الوطني، ميلان إيفانوفيتش، أن منظمته «تعمل على تقوية مؤسساتها الصربية في كوسوفو»، مشيراً إلى أن «إجلاء الألبان عن المناطق التي فيها غالبية صربية هو نتيجة منطقية تماماً للموقف بأكمله، وهو الواقع الفعلي الناتج من إعلان الاستقلال الألباني من طرف واحد».
وكشف وزير الخارجية البلغاري إيفايلو كالفين عن لقاء إقليمي الخميس المقبل في صوفيا، يجمع للمرة الأولى منذ استقلال الإقليم، ممثلي صربيا وكوسوفو. ورأى الوزير عبر الإذاعة الوطنية أنه «سيكون لقاءً صعباً لأنه سيكون أول حدث دولي كبير يضع صربيا وكوسوفو على الطاولة نفسها. نحن نبذل كل ما في وسعنا ليعقد (الاجتماع)».
إلى ذلك، استمرت تحركات الجاليات الصربية في أوروبا، حيث تظاهر آلاف الأشخاص المتحدرين من أصل صربي أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، للاحتجاج على انفصال الإقليم. كذلك شهدت أثينا وموسكو أول من أمس تظاهرات احتجاجية كبيرة نظّمها الحزبين الشيوعي الروسي واليوناني للاحتجاج على خطوة الإقليم.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)