تلقّى عسكر باكستان ضربة قاسية من المتمرّدين، أمس، بعدما قُتل أرفع جنرال عسكري منذ قرّر الرئيس برويز مشرّف الانضمام إلى الحملة الأميركية ضدّ الإرهاب. وأعلن بيان للجيش أن «رئيس الجهاز الطبي في الجيش الباكستاني الجنرال مشتاق بايج قُتل مع سائقه وحارسه، إضافة إلى خمسة مدنيين»، في تفجير انتحاري في روالبندي. وقال المتحدث باسم الجيش، أطهر عباس، إن «بايج هو الضابط الأرفع الذي يُقتل في هجوم منذ أن وقفت باكستان إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضدّ الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول».
وفي حادث ميداني ثانٍ، أطلق مسلّحون مجهولون النار وألقوا قنابل يدوية على مكتب بعثة بريطانية تقدّم المساعدات «بلان أنترناشيونال» في بلدة مانسيرا شمال غرب البلاد فقتلوا أربعة أشخاص وأصابوا تسعة في الهجوم والحريق الذي نجم عنه.
تأتي هذه الضربة، في وقت يخوض فيه مشرّف معركة البقاء، وفي ردّ منه على آخر دعوات الاستقالة التي أتت هذه المرّة من حليفته واشنطن، رفض المتحدّث باسمه رشيد قريشي اقتراحاً من ثلاثة شيوخ أميركيين بترك «رحيم للسلطة» من قبل مشرّف. وقال «الرئيس انتخب من النوّاب الباكستانيين لمدّة خمس سنوات، لا من أي سيناتور من واشنطن». وأضاف «هو لا يحتاج كي يردّ على أي شيء يُدلي به هؤلاء». وتابع «الرئيس رجل سهل يمكن التعايش معه».
وبعدما وفّرت له الانتخابات الأخيرة فرصة الانتقام من الجنرال الذي انقلب عليه عام 1999، دعا رئيس الحكومة السابق نواز شريف غريمه إلى أن يسلّم السلطة فوراً. وقال «كلما أبكر مشرّف في تفهم الوضع وتقبّل قرار الشعب واستقال، كان هذا أفضل له».
في المقابل، رأى رئيس حزب «الشعب» بالنيابة آصف زرداري أنّ الأولوية لحزبه هي انتقال هادئ للسلطة.
(أ ب، أ ف ب)