strong>يسود الحدود الشماليّة للعراق «هدوء نسبيّ»، فيما رفع كلٌّ من البرلمان والحكومة العراقيّين صوتيهما للمطالبة بخروج تركي فوري، أوحت أنقرة أنه لن يكون قريباً، في وقت قد تستقبل فيه بغداد اليوم اجتماعاً عراقياً ــ أميركيّاً لبحث الاتفاقية بين البلدين
تقويم أوّلي خرج به رئيس وزراء تركيا رجب طيّب أردوغان للحملة العسكريّة التي يشنّها جيشه في شمال العراق، والتي تدخل غداً أسبوعها الثاني. تقويم حاول فيه إظهار أنّ بلاده تحظى بدعم دولي لخطوتها العسكريّة، رافضاً تحديد موعد زمني لانتهاء المعارك.
وفيما تنصّلت القيادة العسكريّة التركيّة من توضيح أسباب عجز جيشها عن الوصول إلى معسكرات حزب العمّال الكردستاني في جبال قنديل القريبة من الأراضي الإيرانيّة، عازية الأمر إلى تساقط الثلوج، بقي موقف حكومة بغداد مقتصراً على الدعوات إلى انسحاب تركي من الأراضي العراقية.
وكرّر أردوغان أمس وصفه للعملية العسكرية بأنها «دفاع عن النفس»، مبدياً ثقته بأنّ المجتمع الدولي «بات متفهّماً لحاجتنا إلى استئصال الإرهاب». وعن الدعم الأميركي للغزو، قال رئيس الحكومة التركيّة إنّ بلاده «ممتنّة لما قدّمته الاستخبارات الأميركية لنا من معلومات ودعم»، نافياً أن تكون بلاده قد وعدت الولايات المتحدة بردّ «الجميل» من خلال مساعدتها في العراق.
ورغم أنّ القيادة العسكرية في أنقرة كانت قد سرّبت أنّ مدّة الحملة ستكون 15 يوماً، رفض أردوغان التزام موعد محدّد، مشيراً إلى أنّ الاجتياح لن ينتهي «قبل أن يحقّق أهدافه».
لكنّ تحقيق الهدف المحدَّد بالسيطرة على معسكرات «حزب العمّال» لا يزال عصيّاً على الجيش التركي. فيوم أمس، خيّم هدوء نسبي على المناطق «الساخنة»، ما عرقل تقدّم القوات التركيّة نحو معسكرات القيادة الكرديّة بسبب «تساقط الثلوج الكثيفة»، على حدّ ما كشفه بيان لهيئة الأركان في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني.
وفي السياق، اعترفت صحيفة «حرييت» التركيّة بأنّ الجنود الأتراك، الذين قُتل منهم جنديّان جديدان ليصبح مجموع قتلاهم 19، لا يزالون في النقاط التي كانوا فيها قبل أيّام، أي في عمق 25 كيلومتراً داخل الأراضي العراقيّة. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الهدف هو أن تصل هذه القوات إلى عمق 100 كيلومتر، لتصبح قادرة على احتلال المواقع القيادية الكرديّة. ونظراً لأنّ الدخول البرّي لا يزال صعباً، تعمد القوات التركية إلى عمليات إنزال محدودة للمظليّين، يشكّ عدد من المراقبين الأتراك في أن تجدي نفعاً.
بدورها، رفعت الحكومة العراقية لهجتها إزاء «انتهاك تركيا للسيادة العراقية»، بعدما ظلّ خطابها في الأيّام الماضية خجولاً. وطالب بيان، أصدره المتحدّث باسم الحكومة علي الدباغ، «مغادرة تركيا للأراضي العراقية فوراً».
وحذا رئيس البرلمان محمود المشهداني حذو الدباغ، واصفاً العمليات العسكرية بأنها «انتهاك صارخ لسيادة العراق». أمّا برلمان إقليم كردستان العراق، فعقد جلسة استثنائية للغرض نفسه.
وفي السياق، حمّل التيار الصدري الولايات المتّحدة «مسؤولية كبرى في الانتهاك التركي الصارخ لسيادة العراق»، واضعاً الاجتياح التركي والاحتلال الأميركي في سلّة واحدة، مع تذكير التيار بـ«الموقف الذي لا يُنسى لتركيا حينما رفضت دخول قوات الغزو عبر أراضيها عام 2003».
على صعيد آخر، ذكرت مصادر عراقيّة مطلعة، لـ«الأخبار»، أنّ مؤتمراً موسّعاً للحوار سيُعقَد اليوم بين وفدين عراقي وأميركي لمناقشة تفاصيل الاتفاقية طويلة الأمد الجاري الإعداد لتوقيعها بين البلدين.
وكشفت المصادر عن أنّ المؤتمر «سيستمرّ يومين، ينتهي بمؤتمر صحافي وبيان لشرح ما تمّ التوصّل إليه». وأوضحت أنّ نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزراء المال والنفط والتجارة والكهرباء والصناعة والإعمار والزراعة ومستشار الأمن القومي ووكلاء الوزارات المعنية ومدراءها العامين سيحضرون عن الجانب العراقي، فيما سيحضر عن الجانب الأميركي وكيل وزير الخارجية ومساعد وزير الخزانة وعدد من كبار مستشاري الإدارة، بالإضافة إلى السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر.
ميدانيّاً، قُتل نحو 14 عراقيّاً وخُطف 21 شخصاً في محافظة ديالى.
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)