أكد الاتحاد الأوروبي أمس، التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس عن تقديم سلة حوافز الى طهران، في مقابل أن توقِف أنشطة تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن القوى الكبرى تسعى الى «إغراء» الجمهورية الإسلامية و«جذبها إلى المفاوضات»، في وقت برز فيه موقف روسي يُرجِّح تصويت موسكو لمصلحة عقوبات جديدة في مجلس الأمن ضد إيران.وأكّد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أنّ بلاده ستدعم برنامج عقوبات جديداً ضدّ إيران ما لم توقف تخصيب اليورانيوم خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال «لقد آلت روسيا على نفسها تعهدات معينة بدعم القرار الذي صيغ في الشهر الماضي».
وفي السياق، أفاد مصدر دبلوماسي في نيويورك أن مجلس الأمن لن يصوِّت هذا الأسبوع على قرار ثالث، لان معدِّي مشروع القرار سيعدِّلونه سعياً إلى تأمين إجماع حوله. وأضاف إن الجهود الدبلوماسية ستستغرق وقتاً، و«لن يتم التصويت الجمعة، هذا مؤكد».
وفي بروكسل، كشف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أن «مديري الإدارات السياسية (في وزارات الخارجية) للدول الست (5+1)، يناقشون» عرض حوافز جديدة على إيران، مؤكداً أنه «جرت مناقشة أشياء كثيرة لكن لا شيء مُحدَّداً يعلن عنه الآن».
وفي واشنطن، أكّد دبلوماسي أوروبي وجود «رزمة من الحوافز الكاملة» لتعزيز التعاون في مجالات كثيرة عُرضت على طهران في حزيران عام 2006، ومن الممكن إعادة ترتيبها لتصبح «أكثر إغراءً». لكن من دون إضافة شيء جديد إليها. وقال «يجب العمل من أجل إعطاء إيران ذلك الباب الصغير الذي يسمح لها بالدخول في ذلك الممر الطويل الذي يؤدي إلى غرفة مائدة المفاوضات من دون أن نفقد ماء الوجه». وكشف زميل له عن وجود نقاش حول «تنقيح لغة العرض الذي قُدّم عام 2006 وإعادة التأكيد بقوة أكبر على أن العرض ما زال مطروحاً للتفاوض، وأنّ الأمر لا يتعلّق بإضافة حوافز جديدة».
وأوضحت المصدر نفسه أنّه يجري التفتيش عن قنوات جديدة للمحادثات مع الإيرانيين خارج القناة الحالية بين سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي.
وكان العرض الذي قُّدم عام 2006، قد تضمن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن أي موضوع اذا علّقت طهران تخصيب اليورانيوم، وتقديم قطع غيار طائرات لشركات الطيران المدنية، وعدم معارضة طهران في مفاوضاتها المتعلّقة بالانضمام إلى منظمة التجارة الدولية.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، في اتصال هاتفي مع جليلي، إن بكين ستستمر في أداء دور بنّاء لحل مسألة الملف النووي الإيراني بشكل سلمي.
في المقابل، وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل، بلاده بـ«محور الاستقرار الإقليمي». وقال إنّ «كل الدول في العالم تُقرّ بهذا الدور»، مشيراً إلى أنّها «صمدت طوال 30 عاماً أمام المؤامرات». وفي الشأن الداخلي، وجّه المسؤول السابق عن الملف النووي، حسن روحاني، انتقاداً شديد اللهجة للسياسة الخارجية للرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال «نحتاج إلى سياسة خارجية إيجابية»، متسائلاً «هل تعني السياسة الخارجية التبجُّح وقول عبارات نابية؟»، في إشارة إلى تصريحات نجاد الأخيرة التي انتقد فيها إسرائيل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)