برلين ــ غسان أبو حمد
عدّل البرلمان الألماني (البوندستاغ) هذا الأسبوع قانون رخص حمل الأسلحة ونقلها على الأراضي وعبر النقاط والمعابر الحدودية، وفرض سلسلة من الإجراءات الأمنية المشدّدة، بناءً على توصية من وزارة الداخلية الألمانية.
وتفرض إجراءات رخص حمل المدنيين للسلاح في القانون الجديد، تعديلات تهدف إلى مكافحة الإرهاب. وتقضي بمنع المسافرين والسيّاح من حمل الألعاب المخصّصة للأطفال، والمصنوعة من مواد بلاستيكية أو مطّاطة، التي تأخذ شكل القنابل والمسدّسات، بما في ذلك البنادق الحربية لرشّ المياه أو بثّ أشعة «لايزر». يضاف إلى ذلك منع المواطنين الذين يجتازون النقاط والمعابر الحدودية، أو الداخلين إلى القاعات العامة (سينما ومعارض)، من حمل السكاكين والفؤوس والخناجر البلاستيك أو الكاوتشوك، التي يرغبها الأطفال تقليداً لأبطال الأفلام والحروب الأميركية (رعاة بقر و«رامبو» وطرزان... إلخ). كما تفرض شروطاً مشدّدة على ممارسي رياضة الرماية في النوادي الرياضية، إذ يجبرون على وضع أسلحتهم في صناديق مقفلة عند نقلها.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية المشدّدة في إطار برنامج جديد وضعته وزارة الداخلية الاتحادية لمكافحة الإرهاب، وذلك بعد مشاورات بين الخبراء الأمنيين الذين أشاروا إلى خطورة هذه الألعاب وصعوبة تمييزها عن الأسلحة الحقيقية. كما يصعب كشفها من خلال التقنية الحديثة المستخدمة في المطارات لمراقبة المسافرين وحقائب السفر.
وبرّر أحد خبراء الأمن هذه الإجراءات، بأنها تهدف إلى تفادي النشاط الإرهابي على الطائرات متسائلاً: «ماذا إن دخل أحد الركاب المسافرين غرفة قيادة الطائرة وهدّد القبطان بأسلحة ألعاب يصعب تمييزها عن الأسلحة الحربية الحقيقية، طالباً منه الانصياع لأوامره فوراً، وتغيير وجهة السفر أو الهبوط في مكان مغاير لوجهة السفر المحدّدة؟».
وفي السياق، كشف الخبير الأمني العديد من الحوادث التي أدت إلى وقوع قتلى وجرحى نتيجة حال التوتّر والإرهاق التي يعيشها الجنود خلال ضبطهم حالات الشغب بين المواطنين، وخصوصاً عند اقتراب بعض المتظاهرين من طلبة المدارس، إضافة إلى الآليات العسكرية أو المؤسسات الرسمية والحكومية، حاملين أسلحة غير حقيقية ورافضين الانصياع للأوامر.
وعرض الخبير الأمني على الصحافيين مسدساً (من صنع ألماني) يبثّ أشعة «لايزر» حمراء إلى مسافة بعيدة، تمنح الجندي الذي يحمله قدرة سريعة على إصابة الهدف بدقة، لأن الرصاصة تسلك خطّ الأشعة. كما عرض مسدساً هو عبارة عن لعبة من البلاستيك، يشبه المسدس الحقيقي بصورة تامة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من المسدسات الألمانية المتطوّرة يوزّع على الضباط المميّزين والبارزين في جيوش العالم، وقد نجحت عملية تقليده إلى حدّ كبير. ويستطيع حامل المسدس البلاسيتكي عبور الحواجز والمرور عبر أجهزة المراقبة، من دون التقاطه من أجهزة البث، لكونه لعبة بلاستيكية.
هذه الإجراءات المشددة التي يفرضها القانون الجديد لنقل الأسلحة، باتت تطبق على جميع المعابر الحدودية في ألمانيا، وخصوصاً المطارات، إذ تقوم الشرطة والجمارك بفتح حقائب المسافرين ومصادرة بعض محتوياتها من الهدايا التي باتت تُعَدُّ «إرهابية»، لكون التقليد الناجح للأسلحة يمكنه أيضاً تحقيق الهدف.