القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تسارعت الحركة الدبلوماسية العربية، أمس، استباقاً للقمّة العربية المرتقبة في دمشق نهاية الشهر الجاري، وسط أنباء عن دعوات لتأجيلها شهرين على الأقل لتنقية الأجواء العربية قبل انعقادها


ذكرت مصادر عربية واسعة الاطلاع، لـ«الأخبار» أمس، أن عواصم عربية معنية بالملف اللبناني قد تطلب خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب، الذي سيعقد الأربعاء المقبل في القاهرة تحضيراً للقمة العربية المقرّرة في دمشق نهاية الشهر الجاري، تأجيل انعقادها إلى موعد لاحق تفادياً لمزيد من الخلافات العربية ــــ العربية.
وربطت المصادر بين هذه المعلومات وقيام كل من وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره الأردني صلاح الدين بشير بزيارتين مفاجئتين ومتتاليتين أمس إلى القاهرة.
واستبق وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن الاجتماع الوزاري العربي، بعقد اجتماع ثلاثي مفاجئ خلف أبواب مغلقة. وفيما قالت مصادر عربية إن الاجتماع تركز على مناقشة كيفية التعامل، مع ما وصفته بالعقدتين السورية واللبنانية، أشارت إلى أن الاجتماع الذى دعا إليه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سعى إلى بلورة موقف استباقي للقمة العربية المقبلة.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إن الوزراء الثلاثة تطرقوا إلى التطورات الخاصة بالأزمة اللبنانية والحوادث على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاجتماع يأتي في إطار التشاور المستمر بين الدول الثلاث، وخصوصاً في ضوء اللقاءات التي عقدها قادة هذه الدول الأسبوع الماضي.
وسيجتمع وزراء الخارجية العرب للتحضير لأعمال القمة العربية، التي يتضمن جدولها 22 بنداً أهمها تقرير الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن نتائج جولاته في بيروت وسوريا لتنفيذ المبادرة العربية الخاصة بالأزمة اللبنانية.
وتحدّثت المصادر عن أن الرئيس المصري حسني مبارك التقى الفيصل، الذي سلّمه رسالة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بالتشاور بشأن القمّة العربية المقبلة.
في هذا الوقت، راجت أمس معلومات غير رسمية عن اتجاه مبارك لتنشيط اتصالاته مع نظيره السوري بشار الأسد بحثاً عن حل لتسوية الخلافات العالقة منذ العام الماضي بين دمشق وكلاً من القاهرة والرياض.
وفيما تنفي مصادر سورية ومصرية أي علم لها بترتيبات لزيارة مفاجئة قد يقوم بها مبارك إلى دمشق أو بحدوث قمة مصرية ــــ سورية وشيكة، فإنها لفتت في المقابل إلى عدم وجود ما يمنع عقد هذه القمة في أي وقت.
وتربط مصر بين حضورها القمة العربية في دمشق وما سيتوصل إليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل في القاهرة. لكن مصادر سورية تقول إن «القمة ستعقد في موعدها ومكانها المحددين سلفاً وبمن حضر»، مشيرة إلى أن «مصر لم تبلغ السلطات السورية رسمياً بمستوى الحضور، وهو الموقف نفسه الذي التزمته إلى الآن كلّ من السعودية والأردن والبحرين».
وتحدث دبلوماسيون غربيون في القاهرة عن قنوات اتصال سرية مفتوحة بين القاهرة ودمشق لنقل رسائل مصرية مفادها أنه من دون حسم ملف الرئيس اللبناني فإن القمة في خطر.
وكشفت المصادر عن اتفاق وجهات نظر مصر والسعودية على أن عقد القمة في الظروف الراهنة وقبل انتخاب رئيس جديد للبنان لن يفيد أحداً، وأنه من الأفضل تأجيل القمة لمدة شهرين إضافيين لإتاحة الفرصة لمجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس الجديد.
وعلمت «الأخبار» أن ثمة مساعي يقودها عمرو موسى تستبق الاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية العرب لعقد جلسة مصارحة تضم مجموعة وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في منزله في ضاحية القطامية قبل الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب في شهر كانون أول الماضي.
واستباقاً للقمة العربية، ستصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يوم الثلاثاء المقبل إلى القاهرة في مستهل جولة لها في منطقة الشرق الأوسط ستشمل أيضاً إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وستبحث رايس مع مبارك آخر تطورات الوضع الحالي في المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلق بالوضع الفلسطيني ــــ الإسرائيلي، بالإضافة إلى مستقبل عملية السلام والمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إن رايس ستلتقي أيضاً خلال هذه الزيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات اللواء عمر سليمان.
وتخشى مصادر عربية من أن تسعى رايس لإقناع القاهرة باتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه سوريا وإيران قبل القمة العربية المنتظرة. وتتعلق مهمة رايس أساساً بمحاولة احتواء الخلافات بين مصر وإسرائيل بشأن المسؤولية المتبادلة بينهما على تأمين الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.