يصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بغداد غداً، وسط مواجهات أميركية ـــ إيرانية، في ساحات عدّة أكبرها الأرض العراقية. زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ الثورة الإسلامية، تريد طهران من خلالها القول إنّها «قوّة إقليمية مؤثّرة». ويرى المراقبون في الزيارة استعراضاً للنفوذ الإيراني في بلاد الرافدين، فيما يجد فيها كثيرون إشارة قوية تعكس مدى دعم طهران لرئيس الوزراء نوري المالكي. ويصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة «تافتس» الأميركية، والي نصر، زيارة نجاد بأنّها «تشكّل عامل استقرار يفتقده العراق بشدّة». ويضيف أنّ نجاد يهدف إلى إظهار «إيران لاعباً أساسيّاً في المنطقة».
ولا تشكّل هذه الزيارة موضع ترحيب عند جميع العراقيينة، فقد دعا النائب عن «الكتلة العربية للحوار» مثلاً، محمد الدايني، إلى الخروج بتظاهرات احتجاجية سلمية. ووصف الزيارة بأنّها تأتي في سياق «إضفاء الشرعية على نهب ثروات العراق المالية والنفطية في الجنوب»، متهماً طهران بـ«مساعدة واشنطن داخل العراق». عربيّاً، يرى البعض أنّ الزيارة تندرج في إطار محاولات التقارب بين إيران وجيرانها العرب، وخصوصاً بعدما زار نجاد الإمارات وشارك في قمة مجلس التعاون في الدوحة للمرّة الأولى في تاريخ المجلس. ويجد البعض الآخر أنّ الزيارة قد تُثير قلقاً عربياً. ويرى الخبير الإيراني في الشؤون العربية محمد الحسيني أنّ زيارة نجاد ستسبّب «زيادة التنافس والحسد والقلق لدى العرب».
أميركيّاً، اكتفت المتحدّثة باسم السفارة الأميركية فيليب ريكر بالتعليق على الزيارة، قائلةً إنّها «زيارة ثنائية. يجب أن تكون هناك علاقات بين البلدين»، فيما أشار المتحدّث العسكري باسم قوّات الاحتلال الأدميرال غريغوري سميث إلى أنّ «الزيارة لا تعنينا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)