غزة ـ رائد لافيرام الله ـ أحمد شاكر

«حماس» تنفي التعاون مع «القاعدة» وتلوّح بإسقاط سلطة عبّاس


استشهد 10 فلسطينيين، في غارتين منفصلتين في قطاع غزة، واستشهد حادي عشر في الضفة الغربية، فيما لاقت تصريحات الرئيس محمود عباس عن وجود تنظيم «القاعدة» في القطاع، وربطه وقف الصواريخ الفلسطينيّة بإنهاء الحصار على غزة، ردود فعل غاضبة من «حماس»، التي لوّحت حكومتها المقالة للمرة الأولى بنقل «انقلاب» غزة إلى رام الله.
وقتلت قوات الاحتلال 5 من مقاومي «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في غارة جوية استهدفت سيّارتهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد ساعات قليلة من استشهاد المقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، زكي عدنان أبو زيد (20 عاماً)، في غارة مماثلة في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.
ونعت الكتائب في بيان شهداءها الخمسة، وقالت إنّهم من أعضاء «الوحدة الصاروخية»، وهم: القائد الميداني عمر عطية أبو عكر (26 عاماً) من خان يونس، وعزيز جودت مسعود (21عاماً)، وحسن نور المطوق (19عاماً)، وعبد الله محمد عدوان (22 عاماً)، ومحمد مجدي أبو الحصين (20 عاماً) وجميعهم من شمال القطاع.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينيّة، معاوية حسنين، لوكالة «فرانس برس»، بأنّ فلسطينيَّين اثنين استشهدا وجرح اثنان آخران في غارة جوية إسرائيلية شمال شرق مدينة غزة. وأشار إلى أنّ أحد الجريحين في حالة «خطرة» وقد نقلا إلى مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة. كما أعلن في وقت لاحق «استشهاد مواطنين اثنين في غارة جوية قرب محطة للغاز في منطقة السودانية في شمال القطاع».
وردّت الفصائل المقاومة في القطاع بإطلاق 22 صاروخاً من نوع «قسّام» باتجاه مدينة سديروت والبلدات الإسرائيلية المحيطة بغزّة. وقال المتحدّث باسم الشرطة الإسرائيليّة، ميكي روزنفلد، إنّ إسرائيلياً قتل جراء سقوط صاروخ في موقف السيّارات في كلية سبير في جنوب إسرائيل. وأوضح أنّ الصاروخ أدى أيضاً إلى «إصابة طالب آخر بجروح طفيفة وخمسة طلاب بحالات هلع».
أمّا في الضفّة الغربيّة، فقد استشهد المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، إبراهيم المسيمي (25 عاماً)، بعد عمليّة للقوّات الإسرائيلية الخاصّة في مدينة نابلس، اعتقل خلالها أربعة فلسطينيّين.
وبحسب مصادر محليّة، فإنّ مستعربين إسرائيليّين تسلّلوا بسيارة تبيع خضاراً إلى شارع تل غرب المدينة وبادروا بإطلاق النار على ركّاب سيارة عمومية فلسطينية كان بداخلها الشبان الفلسطينيّون، ما أدّى إلى إصابتهم ومن ثم اعتقالهم.
وفي هذه الأثناء، لاقت تصريحات عباس التي اتّهم فيها «حماس» بتسهيل دخول «القاعدة» للقطاع، وربطه إنهاء الحصار المضروب على القطاع منذ 8 شهور، بوقف إطلاق الصواريخ المحلية الصنع، ردود فعل غاضبة من الحكومة المقالة، برئاسة إسماعيل هنيّة.
ونفت وزارة الداخلية في حكومة هنيّة أي وجود لـ«القاعدة» في القطاع، وقالت إنّ «الرئيس عباس وبعض القيادات التابعة لحكومة رام الله اللاشرعية زعموا سابقاً وجود تنظيم فتح الإسلام في القطاع بناءً على معلومات من الاستخبارات الأميركية والصهيونية». وأشارت إلى أنّ التحقيقات التي قامت بها أظهرت أنّ «هذه المجموعات تتبع للاستخبارات الفلسطينية السابقة».
ودعت الوزارة الرئيس الفلسطيني «إلى الكفّ عن هذه التصريحات غير الوطنية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والعمل على فكّ الحصار الذي أدّى إلى تضرر جميع قطاعات الشعب الفلسطيني».
ورأى القيادي في حركة «حماس» إسماعيل رضوان أنّ «التصريحات التحريضية للرئيس عباس هي التي جرّأت العدو على ارتكاب مزيد من الجرائم والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أنّ «لقاءات عباس (ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت توفر غطاءً للتصعيد ضد غزة وشعبنا الفلسطيني».
وكانت حكومة هنيّة قد شنّت هجوماً حاداً على «حكومة الطوارئ» الفلسطينية والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، على خلفيّة وفاة رجل الدين، مجد البرغوثي، داخل أحد سجون الاستخبارات في رام الله، ولمّحت للمرّة الأولى إلى إمكان إسقاط سلطة الرئيس عباس في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة، طاهر النونو، في بيان، إنّ «الانقلاب الأسود على الشرعية في الضفة الغربية لن يطول، وستلقى هذه الطغمة المتعاونة مع الاحتلال والمستقوية به جزاءها العادل، فدماء العلماء وحفظة القرآن الكريم ستظل لعنة تطاردهم في الدنيا والآخرة».