غزة ــ رائد لافي
سقط 8 شهداء فلسطينيّين أمس، جلّهم من مقاومي كتائب «عز الدين القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وأصيب 11 آخرون، في سلسلة من الغارات الجويّة الإسرائيليّة، تزامنت مع عمليّة توغّل محدودة في حيّ الشجاعية شرق مدينة غزة وسط عمليّات إطلاق نار كثيفة باتّجاه المنازل السكنيّة


نعت كتائب «عز الدين القسام» أمس ثلاثة من مقاوميها استشهدوا في جريمتي قصف منفصلتين، وهم: القيادي الميداني عاهد محمود شمالي (30 عاماً)، وابن عمّه يوسف شمالي، ومصعب جندية. وقالت، في بيان لها، إنّ عاهد هو قائد إحدى سراياها في مدينة غزة، واستشهد أثناء تفقّده لأحد مواقع المرابطين في حي الشجاعيّة. وتعهّدت برد قاس على «الجرائم الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة».
كذلك، قتلت الطائرات الإسرائيلية المقاومين في «ألوية الناصر صلاح الدين»، حمادة أحمد أبو عميرة (23 عاماً)، وعبد الكريم أحمد الحلو (22 عاماً)، بعد اكتشاف أمر مجموعة من المقاومين الفلسطينيين كانت تنصب كميناً لقوات الاحتلال.
كما استشهد المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى» (مجموعات الشهيد أيمن جودة) التابعة لحركة «فتح»، سالم فؤاد الوادية (23 عاماً)، خلال تصدّيه لقوات الاحتلال المتوغّلة في حي الشجاعية.
وفي جريمة منفصلة، أعلنت مصادر طبيّة فلسطينيّة استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوّات الاحتلال قرب خط التحديد الفاصل بين قطاع غزّة وفلسطين المحتلّة عام 48، شرق بلدة بيت حانون.
وكان القيادي الميداني في «كتائب القسام»، يحيى جبر (25 عاماً)، قد استشهد وأصيب 5 من رفاقه، مساء أوّل من أمس، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف موقعاً لـ«حماس» شرق مخيم البريج، وسط القطاع. ووفقاً للمتحدّث باسم «القسام»، «أبو عبيدة»، فإنّ المدفعيّة استهدفت الموقع بثلاثة صواريخ أرض ـــــ أرض.
وفي وقت ادّعت فيه مصادر في جيش الاحتلال أن الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية جاءت رداً على عمليّات إطلاق الصواريخ، نفت وقوع أيّ إصابات أو أضرار في أوساط جنود الاحتلال والمستوطنين.
في المقابل، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في بلاغات عسكرية منفصلة مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ محليّة الصنع، وقذائف الهاون في تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع داخل فلسطين المحتلة عام 48.
ودانت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية، على لسان المتحدّث باسمها طاهر النونو، العدوان الإسرائيلي. ورأى النونو، في بيان له، أنّ «هذا التصعيد العدواني دليل جديد على دمويّة حكومة الاحتلال واستغلالها اللقاءات التي تعقدها مع بعض الأطراف الفلسطينيّة للتغطية على الجرائم ومواصلة الحصار».
وأفادت مصادر أمنيّة فلسطينية أنّ الجيش الإسرائيلي اعتقل 10 فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. وقالت إنّ «قوّات الاحتلال الإسرائيلي داهمت في ساعات متأخرة من الليلة الماضية وفجر اليوم منازل المواطنين وعاثت بها فساداً وتخريباً ومن ثم قامت باعتقال 10 مواطنين، تتهمهم بأنهم مطلوبون». ولم يُكشف عن الانتماءات التنظيمية للمعتقلين ولا المناطق التي جرت فيها الاعتقالات في الضفة.
وفي السياق نفسه، وصف التقرير السنوي لجهاز الأمن العام الإسرائيلي، الـ«شاباك»، قطاع غزة بأنّه أصبح «مركزاً للإرهاب يقوم بتوجيه النشاط الإرهابي الممارس في الضفة الغربية»، مشيراً إلى أنّ «العناصر الإرهابية في القطاع تبذل جهوداً لنقل الخبرة في إنتاج الوسائل القتالية الى الضفة».
وقال التقرير الذي نقلته الإذاعة الإسرائيلية أوّل من أمس، إنّ حماس «قامت بتهريب عشرات الأطنان من المتفجّرات وملايين الدولارات من مصر إلى قطاع غزة وأنّ عشرات من نشطاء الجناح العسكري لحماس غادروا القطاع عبر الأنفاق في طريقهم إلى إيران للتدرّب هناك»، مشيراً إلى أنّ أكثر من 1200 قذيفة صاروخية أطلقت خلال العام الماضي من القطاع وأنّ حوالى 800 منها سقطت في إسرائيل ما أدّى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح.