strong>استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل في شأن قضايا الوضع النهائي إذا استمرّ الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، مطالباً نظيره الأميركي جورج بوش باتخاذ موقف واضح من هذه المسألة. ودعا، بعد لقائه نظيره المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، حركة «حماس» إلى القبول بعرض «الحوار» المشروط الذي جدّد الدعوة إليه الاثنين الماضي
في جولة ذكرت مصادر أنّها مخصّصة للتحضير لجولة جورج بوش الشرق أوسطيّة، التي تبدأ في 8 من الشهر الجاري وتستمرّ أسبوعاً، أجرى محمود عبّاس (أبو مازن) محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، بعدما كان قد عرّج على الأردن حيث التقى الملك عبد الله الثاني.
وبعد لقائه مع مبارك، قال عبّاس، في مؤتمر صحافي، إنّ الاستيطان «عقبة حقيقيّة، ولا يمكن أن يكون هناك تفاوض في ظلّ استمراره». وأضاف إنه بحث ذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وتلقّى منه وعداً بأن يبعث برسالة إلى جميع الوزراء في الحكومة الإسرائيلية تطالبهم بوقف أي نشاط استيطاني «وهي الرسالة التي أعتقد أنه بعثها بالفعل». وأضاف إنّه «لا بدّ من تفعيل اللجنة الثلاثية الأميركية ــــــ الإسرائيلية ــــــ الفلسطينية التي تتعامل وتعالج البند الأول من خطة خريطة الطريق، والمتضمن التزامات إسرائيل والتزاماتنا». وتابع أنه إذا عادت اللجنة «فستكون الأبواب مفتوحة من أجل المفاوضات وتشكيل اللجان والبدء بمفاوضات المرحلة النهائية».
وأعرب عباس عن الأمل في أن يتخذ بوش موقفاً واضحاً ضدّ الاستيطان الإسرائيلي خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط. وقال إنّ على سيّد البيت الأبيض أن يتحدّث لدى قدومه إلى المنطقة بوضوح «عن ضرورة رفع العراقيل التي تعطّل المفاوضات».
وسئل الرئيس الفلسطيني عن تلميح أولمرت للقبول بتقسيم القدس والعودة إلى حدود عام 1967 باستثناء مستوطنة معاليه أدوميم، كبرى مستوطنات الضفة الغربية، فقال إنّ السلطة الفلسطينية لا تقبل الإبقاء على مستوطنة هنا أو هناك.
وعلى صعيد «الحوار» الفلسطيني ــــــ الفلسطيني، شدّد عباس على أنّ الرد الأولي لحركة «حماس» على مبادرته «لم يكن مشجّعاً»، في إشارة إلى سقوط 7 قتلى في مواجهات بين عناصر من «فتح» و«حماس» بعد تجديده دعوته إلى إجراء حوار وفتح صفحة جديدة، شرط عودة الحركة الإسلاميّة عن «انقلابها العسكري» في قطاع غزّة. وقال «نرجو أن يُعمل الإخوة العقل حتى تكون هناك ردود إيجابيّة». وأضاف إنّ المشكلة بين «فتح» و«حماس» «ليست معقّدة إلى هذه الدرجة ونحن نقول إنّ هناك انقلاباً قد حصل والكلّ يعترف بأن هذا هو انقلاب، ويجب أن ينتهى الانقلاب ونعود إلى الحوار ليس أكثر ولا أقلّ فالقضية بسيطة للغاية»، مؤكّداً أن «أيّ بلد يحترم نفسه لا يمكن أن يقبل مثل هذا الوضع».
وفي ردّ على سؤال عن إمكان وجود اعتراضات أميركيّة على إجراء حوار فلسطيني ــــــ فلسطيني، قال «ليس للولايات المتحدة شأن في أمور العلاقة في ما بيننا كفلسطينيين». وأضاف إنّه إذا كانت هناك جهود مصريّة أو سعوديّة أو أيّ جهود عربية لحث الحركتين على التشاور «فليس من حق أحد أن يتدخل في هذا الأمر أو محاولة عرقلة هذه المساعي».
وعن العرض الذي قدّمته السلطة الفلسطينيّة للسيطرة على المعابر في غزة، قال عباس إنّ «رد الفعل من جانب حماس جاء سلبياً ولم يصل رد من الجانب الإسرائيلي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)