القاهرة ــ خالد محمود رمضان
قرّرت القاهرة أمس وقف التعامل مع وزيرة الخارجية الإسرائيليّة تسيبي ليفني، ولمّحت إلى أنّها قد لا توافق بسهولة على تعيين سفير إسرائيلي جديد في مصر خلفاً لشالوم كوهين الذي تنتهي مدّة خدمته في آذار المقبل.
وكشفت مصادر مقرّبة من الرئاسة المصرية، لـ«الأخبار»، النقاب عن أن مكتب الرئاسة رفض طلب ليفني القيام بزيارة عاجلة إلى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك، لتصحيح ما تصفه الوزيرة الإسرائيلية بسوء الفهم الناجم عن تصريحات انتقدت فيها «أداء مصر السيّئ تجاه عمليّات تهريب السلاح المستمرة عبر الأراضي المصريّة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة».
وأشارت المصادر إلى أنّ حديث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أخيراً عن إمكان اتخاذ إجراءات دبلوماسيّة لمعاقبة ليفني بسبب تطاولها الأخير، يعني أن رغبة الأخيرة في استبدال السفير الإسرائيلي بسفير آخر قد لا تتم بسهولة. وقالت إنّ «القاهرة لم تتسلّم حتى الآن طلباً إسرائيلياً رسمياً في هذا الشأن، لكن إذا وصل الطلب فقد يتعرّض للتأخير لمدة طويلة»، موضحةً أنّ «القاهرة ستمتنع عن الرد بالقبول أو الرفض، ما يعني أن تعيين خليفة لكوهين قد يستغرق وقتاً طويلاً».
وكان أبو الغيط قد حذّر إسرائيل الأحد الماضي من أن بإمكان القاهرة أن تستعمل نفوذها الدبلوماسي ضد إسرائيل التي «تحاول الإضرار بعلاقات مصر مع واشنطن». وقال: «إذا استمروا في الدفع ومحاولة التأثير على علاقات مصر بالولايات المتحدة وإلحاق الضرر بالمصالح المصرية، فبالتأكيد مصر سوف ترد عليهم وستحاول أن تضر بمصالحهم».
وتعتقد مصادر عربية واسعة الاطلاع أن تهديدات أبو الغيط قد تعني أن مصر ستعرقل أي مساعي تبذلها إسرائيل لإقناع الدول العربية بتسريع وتيرة تطبيع العلاقات معها.
وفي السياق، أفادت تقارير إعلامية إسرائيليّة بأن وزارة الخارجيّة الإسرائيلية بلورت موقفاً داخلياً يوصي بتقليص الاتصالات مع أبو الغيط، وبالتركيز على فتح قناة مباشرة مع مبارك، ووزير الاستخبارات عمر سليمان، من أجل التوصّل إلى إنهاء حالة التوتر بين الدولتين.
ويعتبر الموقف الجديد للخارجيّة الإسرائيلية، الذي يُفترض أن يقدّم كتوصية للحكومة الإسرائيلية، أن أبو الغيط «موظف غير موضوعي ومتطرّف أكثر من غيره» ويرى أن «القناة المفضلة للعلاقات ينبغي أن تكون مع مبارك وسليمان».
وفي موازاة ذلك، قالت الصحيفة إنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمر الجهات المعنية في إسرائيل بالعمل على تهدئة الأوضاع مع مصر، مرفقاً الأمر بإلغاء اجتماع سياسي أمني كان مقرراً عقده أمس للبحث في الموضوع المصري. وأشارت إلى أن قرار الإلغاء يعود إلى خشية أولمرت من أن يُساء تفسيره في القاهرة ويؤدي تالياً إلى تعميق الأزمة في العلاقات بين الدولتين.
وفي السياق، أفادت مصادر أمنية مصرية بأنّ نحو 2200 حاج فلسطيني كانوا عالقين في مصر منذ 5 أيام بدأوا بالعبور إلى قطاع غزة من طريق معبر رفح الذي تسيطر عليه حركة «حماس»، والذي رفضت إسرائيل عبور الحجّاج منه خوفاً من نقلهم الأسلحة والذخائر للحركة الإسلاميّة. وقالت مصر إنّ الأزمة تقع مسؤوليّتها على الدولة العبريّة.
وقال مسؤول أمني مصري، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إنّ 56 حافلة قامت بنقل 1152 من الحجّاج لمعبر رفح، بعدما أنهت السلطات المصرية إجراءات دخولهم إلى غزة. وأضاف أنّه سيتم نقل باقي الحجاج وعددهم نحو ألفي حاج خلال ساعات.