انعكست حدّة الانتقادات بين جناحي المحافظين والإصلاحيين في إيران، على المشهد السياسي العام، إلى درجة فرضت تدخل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي دعا الفصائل المتنافسة، أمس، إلى عدم «تدمير» بعضهم البعض في الحملة التي تسبق الانتخابات التشريعية في آذار المقبل. وحثَّ خامنئي الإيرانيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، قائلاً إنها قد تكون أهم قضية تواجه البلاد هذا العام.
وقال خامنئي، في تجمع شعبي في يزد في وسط البلاد، «أشدّد جدياً على وجوب ألا ينبري أنصار المرشحين كافة الى إطلاق الشتائم والقذف بأخصامهم»، مضيفاً أن «تعريض المؤمنين (لخطر) القضاء على سمعتهم... في الصحف ومواقع الإنترنت، ليس من الصواب».
وفي خطوة لافتة تؤكد عزم المسؤولين الإيرانيين على تعزيز مواقعهم قبل الانتخابات، أمر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، المُقرب من الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، بتغيير ثلاثة من أعضاء المجلس، الذي يشرف على الملف النووي، وذلك بعد حوالى شهرين من تعيينه في منصبه إثر استقالة علي لاريجاني.
وأفادت صحف إيرانية عديدة بأن مدير الاتصالات العلمية للمراكز الاستراتيجية لحرس الثورة الإسلامية، مهدي بوخرائي، عُين مسؤولاً عن السياسة الخارجية بدلاً من علي منفرد، فيما عُين مساعد وزير التجارة، أحمد خالدي، مسؤولاً للشؤون الاقتصادية بدلاً من محمد نهونديان. أما المدير الأسبق لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أحمد خادم المالح، فقد عُيّن مديراً مكلفاً الصحافة بدلاً من عبد الرضا رحماني فضلي، الذي استقال من المجلس الأعلى بعد استقالة لاريجاني.
في هذا الوقت، أعلن لاريجاني، الذي يشغل الآن منصب ممثل المرشد لدى المجلس الأعلى للأمن القومي، للصحافيين عقب اجتماعه مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة، أنه «ليس هناك أي مانع جدي يعطل عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وإيران»، مناشداً وسائل الإعلام التحلي بالصبر والروية في هذا الشأن، وموضحاً أن «العمل الدبلوماسي مستمر في مسيرته».
ووصف لاريجاني المحادثات مع المسؤولين المصريين بأنها «بناءة وإيجابية. وكانت الرؤى متقاربة حيث تم تبادل وجهات النظر والتشاور حول المصالح المشتركة وهناك حركة إلى الأمام».
وتطرَّق المسؤول الإيراني إلى سعي مصر لامتلاك برنامج للطاقة النووية، مبدياً استعداد إيران للمساعدة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعن مدى استعداد إيران لإزالة الجدارية التي تحمل صورة الإسلامي الذي اغتال الرئيس المصري السابق أنور السادات، خالد الإسلامبولي، قال لاريجاني «هذه مسائل جزئية وقد تحدثنا اليوم في مسائل أساسية ومهمة بشكل أكبر».
وحول ما إذا كان قد تلقَّى ضمانات مصرية بعدم التجاوب مع أي مخطط أميركي لفرض عقوبات عسكرية أو اقتصادية على إيران بسبب برنامجها النووي، قال لاريجاني «لقد ولى الحديث عن أن الأميركيين يستطيعون أن يفعلوا كل ما يريدون، والآن الدول لها دورها وقراءتها ونظرتها».
وكان لاريجاني قد التقى الرئيس حسني مبارك خلال زيارته الخاصة والنادرة إلى مصر.
من جهة أخرى، قال رئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية، رضا كسائي زاده، إن تركمانستان تريد رفع سعر الغاز الذي تبيعه إلى إيران. لكن طهران تقول إن الجانبين اتفقا على عدم تغيير السعر في عقد وقّع العام الماضي.
ونسبت وكالة أنباء الطلبة «اسنا» إلى زادة قوله «يعتقدون أنه مثلما رفعوا سعر الغاز الذي يصدرونه إلى روسيا ينبغي أن يرفعوا سعر الغاز الذي يصدرونه إلى إيران»، مؤكداً أنه يستند في تصريحاته إلى معلومات من وزير خارجية بلاده منوشهر متكي.
وقال مسؤولون إيرانيون هذا الأسبوع،إن تركمانستان أوقفت إمدادات غاز يومية تصل إلى 23 مليون متر مكعب لإيران بسبب مشكلات فنية. لكن بعض وسائل الإعلام الإيرانية لمّحت إلى أن ذلك ربما يكون مرتبطاً بخلاف حول الأسعار.
وشدَّد وزير الداخلية الإيراني، مصطفى بور محمدي، على أن «الجميع يقرُّون بأن الجمهورية الإسلامية أكثر دول المنطقة تمتعاً بالديموقراطية وسيادة الشعب». وأشاد بالوضع الأمني في بلاده.
وقالت وكالة أنباء «فارس» إن السلطات ألقت القبض على شخص يعمل لحساب شركة اتصالات لمسؤوليته عن شائعة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيغتال في طهران في تشرين الأول الماضي.
(أ ف ب، د ب أ، رويترز،
أ ب، يو بي آي، د ب أ)