أرجأت المعارضة الكينية، التي يتزعّمها رايلا اودينغا، تجمّعاً كان مقرراً أمس في العاصمة نيروبي، فيما استمرت الجهود الدولية لمحاصرة الأزمة التي تعصف بالبلاد، بينما أعاد الرئيس مواي كيباكي تأكيد استعداده للحوار مع منافسيه، لكن «بعد عودة الهدوء».وقال كيباكي، في مؤتمر صحافي في نيروبي، «أنا مستعدّ لإجراء حوار مع الأطراف المعنية حالما يسود الهدوء وتنخفض الحرارة السياسية بشكل كاف لالتزام بنّاء ومثمر» من الجميع.
وفي مواجهة تدابير أمنية مشدّدة حوّلت نيروبي إلى ما يشبه الحصن العسكري، أرجأت المعارضة، التي تتهم كيباكي بتزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تجمّعها الذي كان مقرراً أمس، إلى اليوم، في الوقت الذي كان فيه العالم متخوّفاً من أن تتحوّل هذه التظاهرة، التي كان متوقّعاً لها أن تكون حاشدة جداً، إلى مسرح دامٍ بسبب نيّة الفريق المقابل مواجهتها في الشارع.
ورأى المدعي العام الكيني، أموس واكو، ضرورة إجراء تحقيق «مستقل» في الانتخابات العامّة التي سببت أعمال عنف واضطرابات دامية. وأشار إلى أن «مستوى الاحتجاجات العنيفة لم يسجّل من قبل» في البلاد، متخوفاً من تطوّر الأمور إلى «كارثة لا يمكن التكهن بها».
في هذا الوقت، استمرّت المساعي الدولية للتهدئة، حيث وجّه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نداءً من أجل تأليف حكومة ائتلافية. وكشف متحدّث باسم سولانا أنّ المسؤول الأوروبي ورايس تطرّقا، خلال مكالمة هاتفية، إلى احتمال إرسال موفدين مشتركين من أجل إقناع كيباكي واودينغا بالتحادث.
بدوره، أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي جون كوفور إلغاء زيارة إلى العاصمة الكينية، فيما حثّ رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون المجتمع الدولي على دعم جهود كوفور.
(رويترز، أ ف ب)