غداة زيارة وزير خارجية إسبانيا ميغل أنخل موراتينوس إلى الرباط، رجحت وسائل إعلام إسبانية أمس أن يعيد المغرب سفيره إلى مدريد في القريب العاجل، لإنهاء الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ تشرين الثاني الماضي.وعلى أثر الرسالة التي نقلها موراتينوس من رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إلى الملك محمد السادس، عبر وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي، من المتوقع أن يصدر ملك المغرب أوامره بعودة السفير عمر عزيمان إلى مدريد، بعد أن استُدعي للتشاور على خلفية زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلة اللتين تطالب بهما الرباط.
وفيما لم يُكشف رسمياً عن محتوى الرسالة، أفادت تقارير بأنها تضمنت تأكيداً لأهمية المغرب بالنسبة إلى إسبانيا، والرغبة بتعزيز العلاقات بين البلدين.
وتأمل إسبانيا أن تؤدي هذه المبادرة إلى إرضاء المغرب، الذي رأى أن زيارة ملك إسبانيا إلى سبتة ومليلة «المحتلتين» كانت استفزازاً له.
وكان المغرب قد أبدى انزعاجه بسبب قرار قاض إسباني التحقيق في شأن ما يُزعم عن عمليات إبادة جماعية لسكان الصحراء الغربية على يد قوات الأمن المغربية. وفي السياق، قرر المغرب والسنغال استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعدما شهدت توتراً بسبب مسألة الصحراء الغربية.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون المغربية في الرباط أن «الحكومتين المغربية والسنغالية قررتا العودة الفورية لسفيري البلدين الشقيقين إلى منصبيهما، وذلك بهدف مواصلة مهماتهما خدمة للعلاقات المتميزة والجيدة التي وحّدت، عبر قرون، البلدين والشعبين».
بدورها، أوضحت وزارة الخارجية السنغالية أن الحكومتين اتخذتا هذا القرار إثر «لقاءات أخوية» بين وزيري خارجيتيهما، تيديان غاديو والطيب الفاسي، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السنغالية الرسمية.
واستدعت الرباط سفيرها في دكار في 19 كانون الأول إثر تصريحات «غير ودية» أدلى بها المسؤول في الحزب الاشتراكي السنغالي، جاك بودان، الذي امتدح «نضال» جبهة «البوليساريو» ومطالبتها باستقلال الصحراء الغربية التي ضمّها المغرب عام 1975، فردّت السنغال باستدعاء سفيرها في الرباط في انتظار «توضيحات» من الحكومة المغربية.
(د ب أ، أ ف ب)