غزّة ــ رائد لافي
حافظت قوات الاحتلال على وتيرة عدوانها اليومي في قطاع غزة والضفّة الغربيّة، حيث سقط 10 شهداء ونحو 50 جريحاً خلال الساعات الـ48 الماضية

وقتلت قوات الاحتلال فلسطينيّين اثنين، في محيط معبر بيت حانون، «إيرز»، شمال القطاع، بالتزامن مع عملية توغل محدودة في منطقة أبراج الندى في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، احتجزت خلالها عشرات الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، استشهد الفتى زياد أبو ركبة (16 عاماً)، من سكان مخيّم النصيرات، برصاص قوات الاحتلال، بعدما دفعه الفضول إلى استطلاع عملية التوغّل شرق مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.
وفي إطار سياسة استهداف المنازل السكنية، استشهدت إيمان حمدان (34 عاماً) وأصيب 8 آخرون من أفراد أسرتها، بينهم شقيقتها روحية (28 عاماً)، التي تواجه خطر الموت لإصابتها بجروح وحروق من الدرجة الأولى، عقب تدمير منزلهم بقذائف الدبابات. واستشهد المقاوم في كتائب «عز الدين القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، محمود عابد (18 عاماً)، بعيار ناري خلال تصدّيه لقوات الاحتلال، بينما استشهد الشاب أحمد خلف (29 عاماً) بشظايا قذيفة مسمارية.
واغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية المقاوم في صفوف «ألوية الناصر صلاح الدين»، محمود الربعي (38 عاماً)، في قصف جوّي استهدفه ورفاقه في حي الشجاعية، قبل وقت قصير من اغتيال المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، محمد أبو عودة، عندما استهدفته الدبابات الإسرائيلية المرابطة على امتداد خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق بلدة بيت حانون، بقذيفة مدفعية.
وكانت فصائل المقاومة قد خاضت اشتباكات مسلّحة عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، نجحت خلالها في إصابة 5 جنود، استخدمت في إحداها قذيفتين مضادتين للدروع، حسبما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي.
وفي السياق، قالت مصادر إسرائيلية إنّ رئيس حكومة الاحتلال، إيهود أولمرت، أصدر أوامره إلى وزير دفاعه، إيهود باراك، بتصعيد العمليات العسكرية رداً على الصاروخ «المطوّر» الذي ضرب مدينة عسقلان «المجدل» (15 كيلومتراً شمالي القطاع)، قبل أيام.
ورأى أولمرت، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومة الاحتلال، أوّل من أمس، في إطلاق مثل هذه الصواريخ «تصعيداً في نشاط المنظمات الإرهابية»، متعهداً بملاحقتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية إنّ باراك أعلن، خلال الاجتماع، أنّ الصاروخ المطوّر هو من طراز «غراد»، ومن عيار 122 مليمتراً، ويبلغ مداه 17.5 كيلومتراً، فيما أشارت مصادر عسكريّة إسرائيليّة إلى أنّ مصدره إيراني.
وفي الضفّة، قال مسعفون فلسطينيون إن قوّات إسرائيلية قتلت بالرصاص فلسطينياً في قرية قرب مدينة جنين أمس، بعدما كان الشاب مهنّد عليان (22 عاماً) قد قُتل إثر انفجار لغم من مخلّفات الجيش الإسرائيلي في خربة سمرة في الأغوار، أوّل من أمس.
في هذا الوقت، رحّبت «حماس» بتكليف وزراء الخارجية العرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، البدء باتصالات لتحقيق مصالحة وطنية مع «فتح» على أساس الحوار المستند إلى الوثائق العربية (القاهرة ومكة). وأكّد المتحدّث باسمها، سامي أبو زهري، الموافقة على الحوار من دون شروط، معرباً عن أمله في أن تلقى دعوة المصالحة العربية استجابة من عباس.
إلا أنّ وزير الإعلام في «حكومة الطوارئ»، رياض المالكي، أعرب عن تحفّظه على دعوة موسى. وقال إنّ الأخير «يعتزم إصدار بيان توضيحي بشأن هذا الأمر»، مؤكداً أن عباس «يرى ضرورة التزام حماس بقرارات منظمة التحرير الفلسطينيّة قبل العودة إلى الحوار معها». وكان المستشار السياسي لعباس، نمر حمّاد، قد نفى أن يكون الهدف من زيارة أبو مازن إلى الرياض هو البحث في سبل العودة إلى الحوار مع «حماس»، مؤكداً أن الزيارة هدفت إلى إطلاع القيادة السعودية على تطوّرات الساحة الفلسطينية، حسبما ذكر موقع «فلسطين اليوم» على الإنترنت.