دفع اغتيال رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو الإدارة الأميركية إلى إعادة التركيز على حربها ضدّ تنظيم «القاعدة»، وإعداد سيناريوهات لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية، آخرها التخطيط لشنّ عمليات سرية في منطقة القبائل.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جهاز الأمن القومي الأميركي يبحث مسألة تمديد التفويض المعطى لوكالة الاستخبارات المركزية والجيش لتنفيذ عمليات سرية في منطقة القبائل على الحدود الشمالية الغربية.
وأضافت أن نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وعدداً من كبار مستشاري الرئيس جورج بوش اجتمعوا يوم الجمعة الماضي في البيت الأبيض وبحثوا الاقتراح وهو جزء من عملية إعادة تقييم أوسع لاستراتيجية أميركا بعد اغتيال بوتو. ولم يُتخذ القرار النهائي بعد، ولكن الخيارات قد تتضمّن عمل «السي آي إيه» مع قوات العمليات الخاصة في الجيش. كما تدّعي واشنطن أن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن موجود في منطقة القبائل. خطة كهذه أعدّتها مراراً الإدارة الأميركية، ولكنها طالما لقيت رفضاً باكستانياً، وهو ما كرّرته هذه المرّة أيضاً إسلام آباد حيث أعلن رئيس الحكومة محمدين سومرو أمس أن القوات الباكستانية المسلّحة قادرة بكل كفاءة على الدفاع عن حدود البلاد، مضيفاً أنه لن يسمح لقوات أي دولة أجنبية بتنفيذ عمليات من داخل حدود بلاده.
كذلك أبدى الجيش الباكستاني استياءه من الخطة. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشاد «لا دخل للجيش الأميركي في ذلك، حكومة باكستان هي المسؤولة عن هذه البلاد».
وفي تطورات الأزمة السياسية الداخلية، أعلن حزب الشعب الباكستاني، الذي تزعّمته بوتو، أوّل من أمس، أنه سيدعو الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في حادث اغتيال زعيمته إذا تمكّن من تأليف حكومة بعد الانتخابات المرتقبة في الثامن عشر من الشهر المقبل.
ميدانياً، هاجم المتمرّدون أمس مكتبين لحركة إرساء السلام التي ترعاها الحكومة في وانا بازار وشيكاي القبلية وقتلوا ثمانية من أعضاء اللجنة، وهم من زعماء القبائل. كما وقع هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية في وادي سوات أدى إلى إصابة ثلاثة جنود.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)