واشنطن ــ الأخبار
وافقت الحكومة المصريّة على تخصيص 23 مليون دولار من المساعدة العسكريّة الأميركية المقرّرة لها هذا العام لشراء أجهزة آلية وأجهزة استشعار عن بعد، ومعدّات تكنولوجية متطوّرة، لاكتشاف الأنفاق عبر الحدود المصرية ـــــ الفلسطينيّة، والتي تقول السلطات الإسرائيليّة والولايات المتحدة إنّها تستخدم لتهريب أموال وأسلحة إلى قطاع غزة، وهو ما تقول حركة «حماس» إنّ هدفه تشديد الحصار المفروض على القطاع.
وقال العضو الديموقراطي في لجنة الاعتمادات في مجلس النوّاب الأميركي، ستيفن إسرائيل، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ يوم الأحد الماضي، إنّ الحكومة المصرية قبلت عرضاً بإرسال خبراء من سلاح المهندسين في الجيش الأميركي لتدريب حرس الحدود المصريين على هذه التكنولوجيا، موضحاً أنّ طاقماً من سلاح المهندسين الأميركيّين زار مصر في تشرين الثاني الماضي لمعاينة الأنفاق بين رفح وقطاع غزة.
وقالت مصادر أميركيّة إنّ وفد الكونغرس الذي زار مصر، قام أوّل من أمس بتفقّد منطقة الحدود المصريّة مع فلسطين ـــــ قطاع غزة، وسيقوم «بإعداد تقرير خاص بشأن الوضع في المنطقة الحدوديّة لعرضه على الجهات المختصّة».
ويذكر أن الكونغرس أقرّ في كانون الأوّل الماضي حجز 100 مليون دولار من المساعدة العسكريّة الأميركية المقرّرة لمصر للعام الجاري، إلى أن تقوم بتعزيز رقابتها على الحدود مع قطاع غزة، ويتحسّن الوضع الأمني هناك، وإلى أن تقوم الحكومة المصرية بتحسين نظامها القضائي ووقف الانتهاكات في السجون المصرية. إلّا أن القرار ينتظر موافقة الرئيس الأميركي جورج بوش عليه خلال فترة 45 يوماً قبل أن يصبح سارياً.
وقال ستيفن إسرائيل إنّ الفترة التي سيقضيها المهندسون الأميركيّون في تدريب حرس الحدود المصريّين ستمتد إلى نحو شهرين. وأضاف أنّ ذلك سيحدث فرقاً في إغلاق الأنفاق المشتبه بوجودها، وإزالة هذه المسألة من أيّ مناقشات مستقبلية بين مصر وكلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل. إلا أن مسؤولاً مصرياً، تحدّث لـ«الأخبار»، لفت إلى أنّ هناك محاولة من هذا النوع، ولكن لم تنفّذ، وأقرّ بأن النائب إسرائيل قد حثّ مصر على السماح لسلاح الهندسة بالمساعدة في مراقبة الحدود. وقال: «إنّها مسألة ذات طبيعة مؤقتة».
وفي السياق، رأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنّ مصر تستطيع القيام بالمزيد لمنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة. ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عنها قولها: «نحن على استعداد بالطبع لتقديم المساعدة، لكن إرادة التحرّك مهمّة جداً في هذه الحالة».
إلى ذلك، أصيب شخصان أمس عندما هاجم عشرات من البدو معبر العوجا الحدودي بين مصر وإسرائيل، حيث أطلق بعضهم القذائف الصاروخية. وقال مصدر، لوكالة «فرانس برس»، إن أحد المصابين شرطي والآخر من موظفي الجمارك العاملين عند المعبر التجاري الواقع جنوب شرق معبر العريش بين مصر وقطاع غزة. وأضاف المصدر أن قوات الأمن استعادت السيطرة على المعبر الذي تضرر بسبب الهجوم، وعاد الوضع على الحدود إلى طبيعته مساء أمس.
وكان البدو يحتجون على قيام الشرطة باعتقال اثنين منهم يوم الاثنين، عقب خلاف بين القبائل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر لم تكشف عنها قولها إن المسلّحين كانوا ملثمين وإنهم هاجموا المعبر مستقلّين حوالى 25 شاحنة صغيرة، وحاصروه لمدة تصل إلى ساعتين، وحطموا إحدى سيارات الشرطة وسيارة مدنية قبل انسحابهم.