واشنطن ـ الأخبار
قد يكون صدفة أن يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره التركي عبد الله غول في واشنطن، عشيّة زيارته «التاريخيّة» الى المنطقة، وسط تسريبات تشير الى احتمال أن يقوم سيد البيت الأبيض بزيارات سرّية إلى العراق ولبنان.
وللزيارة الأولى التي يقوم بها غول كرئيس جمهورية إلى واشنطن، دلالات عديدة، أجمعت جميع التصريحات الوافدة من أنقرة ومن البيت الأبيض على اعتبار أنها تأتي لتكرّس «المرحلة الجديدة» من العلاقات الأميركية ـ التركية. علاقات عكّرت صفوها تطوّرات عديدة، أبرزها احتلال العراق رغم إرادة أنقرة، ثمّ «تلكّؤ» الإدارة الأميركية في تقديم المساعدة للقضاء على حزب العمّال الكردستاني شمال العراق. وأخيراً، إقدام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس على إقرار قانون يصف الجرائم التركية بحقّ الأرمن مطلع القرن الماضي، بـ«الإبادة الجماعية»، ما أثار تركيا الرسمية والشعبية ضدّ واشنطن. إثارة وصلت حدّتها إلى مستوى استدعاء أنقرة لسفيرها لدى الولايات المتحدة.
وأتت زيارة غول بعد نحو شهرين من الاتفاق الشهير بين بوش ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على أن تقدم واشنطن قاعدة معلومات استخبارية مهمّة للجيش التركي، تسهيلاً لحرب الأخير مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما جدّد وصفه غول من العاصمة الأميركية أمس، بأنه «نجاح» كبير في «ضرب الإرهاب».
بدوره، أصر بوش، رغم تعهّده بإبقاء التنسيق الكامل استخبارياً مع الأتراك، على غول أن ينسّق جهوده وتحرّكات جيشه إزاء المشكلة الكردية، مع القيادات المركزية العراقية، متمثّلة بالرئيس جلال الطالباني (الكردي) ورئيس الوزراء نوري المالكي، كما مع القيادات الكردية في إقليم كردستان العراق، «وذلك للتوصّل إلى اتفاق سياسي طويل الأمد حول الأزمة الكردية». وبعد الاجتماع بين الرئيسين، قال بوش إنّه يرى أن انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي هو «لمصلحة السلام»، واصفاً أنقرة بأنها «جسر بين أوروبا والعالم الإسلامي حيث إنّ تركيا مثال رائع لنظام ديموقراطي يتعايش مع دين عظيم مثل الإسلام».
وكرّر سيّد البيت الأبيض وصفه الحزب الكردي بأنه «عدوّ لتركيا وهو عدو للعراق كما أنه عدو لمن يريدون العيش في سلام»، و«سنستمر في التصدي لهم من أجل السلام».
وكان غول قد وصل إلى واشنطن أوّل من أمس، وتستغرق الزيارة خمسة أيام.
ولم يتمالك غول نفسه في التعبير عن فرحته بزيارة واشنطن كرئيس للبلاد، فقال لصحيفة «زمان التركية» إنه لم يكن يتصوّر يوماً أنه سيزور الولايات المتّحدة كرئيس لتركيا، مشيراً بمزاح إلى أنّه لم يكن ليتقدّم بترشيحه إلى الانتخابات «لو كنت أعرف أنني سأُنتخب».