بول الأشقر
في آخر تطوّرات فصول مسلسل الرهائن الذين تحتجزهم المنظّمة اليساريّة الكولومبيّة الـ«فارك»، دلّت فحوص طبيّة على أنّ الطفل الموجود في مؤسّسة الرعاية الاجتماعية، هو فعلاً إيمانويل، ابن الرهينة كلارا روخاس، كما افترض الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي قبل أسبوع. وكانت الـ«فارك» قد سلّمته منذ سنوات إلى عائلة فلاحية في منطقة مجاورة لساحة المعارك، ثمّ نقلته هذه الأخيرة إلى مستوصف طبّي، نقله بدوره إلى مؤسّسة رعاية اجتماعية أخرى في العاصمة الكولومبية بوغوتا، لتعتني به لأنه كان بحاجة إلى عمليّة جراحيّة في كتفه.
والطفل الذي يبلغ ثلاث سنوات ونصف، كانت قد سلّمته المنظّمة الكولومبية المسلّحة إلى هذه العائلة قبل أن يكمل سنته الأولى، وهو في العاصمة منذ نحو سنتين. وحاولت الـ«فارك» استرجاعه خلال «عملية إيمانويل» للإفراج عنه مع والدته، إلا أنها لم تستطع القيام بذلك بعدما رفضت مؤسّسة الرعاية الاجتماعية إعادة تسليمه. ومن المرجّح الآن أن يتمّ تسليمه في الأسابيع المقبلة إلى عائلة والدته.
من جهة أخرى، وفي بيان تلا نتائج الفحوص الطبّية، اعترفت المنظّمة بأنّ الطفل موجود في بوغوتا، وشرحت أنها كانت قد سلّمته إلى «عائلة احتراماً لوقايته من القنابل والحياة في الأدغال... قبل أن يخطفه (الرئيس) أوريبي وينقله إلى بوغوتا». وتابع البيان بالتأكيد أن الـ«فارك»، «مستمرّة في جهودها لإيصال الرهينتين الباقيتين» (وهما والدة الطفل وسيناتورة كولومبية) كما وعدت، «سالمتين للرئيس (الفنزويلي هوغو) تشافيز من دون اللجوء إلى أوريبي».
وبعد الفشل المأسوي الذي مُنيت به «عملية إيمانويل»، التي كان ينظّمها تشافيز بالتعاون مع الصليب الأحمر وستّ دول بسبب «كذبة الفارك»، حسب تعبير أوريبي، وبسبب «كثافة المعارك» حسب الـ«فارك»، يرجّح المراقبون أن تكون قضية «التبادل الإنساني»، قد عادت إلى نقطة الصفر، حتى لو وُفّقت المنظّمة المسلّحة في إيصال الرهينتين إلى تشافيز. يُذكَر أن لـ«الفارك» نحو خمسين رهينة، من بينها الفرنسية الكولومبية إنغريد بيتانكور، وثلاثة مستشارين عسكريّين أميركيّين يطالب الثوّار الكولومبيون باستبدالهم بنحو 500 معتقل موجودين في السجون الكولومبية والأميركية.